علمت"الحياة"أن لجنة"تقصّي الحقائق"في"كارثة جدة"المشكّلة بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ستستدعي مسؤولين سابقين ومقاولين آخرين غير الذين أعلنت عن استدعائهم أول من أمس، لمساءلتهم عن مسببات"الكارثة"ودورهم فيها. وعلى رغم مرور أسبوعين على"الكارثة"إلا أن"جروح"هذه المدينة الساحلية ما زالت غائرة إلى درجة يصعب شفاؤها في وقت قريب، تشهد على ذلك شوارعها المليئة بالحكايات"المأسوية"التي تتواصل إلى يومنا هذا، إذ ترتفع كل يوم حصيلة المفقودين من البشر والشجر، ووصلت بحسب آخر إحصاء أمس إلى 118 جثة و9844 عقاراً و8828 سيارة. الجهات المعنية في جدة ما زالت تواصل البحث عن 48 شخصاً مفقوداً، ما اضطرها أخيراً إلى الاستعانة ب"كلاب بوليسية"من مركز مصلحة الجمارك الرئيسي في مدينة الرياض، مدربة على استخراج"الجثث"، ذلك أن"كلاب جدة"مدربة على الكشف عن المخدرات والمواد المتفجرة والأسلحة فقط بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى"الحياة"أمس، مشيرة إلى أن هذه الكلاب تستخدم في الأماكن التي يصعب الدخول إليها. وأوضح المشرف العام على برنامج التوليد والبحث والإنقاذ في إدارة الجمارك السعودية عمر الدايل ل"الحياة"أن أربع فرق بدأت فعلياً منذ الأسبوع الماضي في المشاركة مع الجهات المختصة في عمليات البحث عن"الجثث"، مؤكداً أن الكلاب المدربة، تستطيع كشف الجثة حتى تحت الطمي. وأضاف أن مهمة"الكلاب البوليسية"تقتصر على تحديد الموقع، إذ تم تدريبها على عدم الاقتراب من الجثة والإضرار بها، وذلك من خلال منحها مكافأة خاصة تتمثل في"دمية"تلهو بها. من جهتها، خصصت وزارة التربية والتعليم موازنة مفتوحة لتأهيل المدارس المنكوبة من كارثة سيولجدة. وأكد المدير العام للشؤون الإدارية والمالية في الوزارة صالح الحميدي أن موازنة مفتوحة خصصت من أجل العمل على إعادة تأهيل المدارس المتضررة من سيول وأمطار كارثة جدة الأخيرة، مشدداً على أنها لن تسمح بدخول أي طالب إلى تلك المدارس إلا بعد التأكد من سلامتها إنشائياً وفنياً من خلال مكاتب هندسية متخصصة، وبعد موافقة الدفاع المدني، لضمان سلامة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات. أما مدير جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور أسامة بن صادق طيب فأكد ل"الحياة"أن الجامعة تعرّضت إلى تلفيات جذرية وكثيرة جراء الأمطار والسيول، شملت مباني ومرافق أساسية مثل الفصول الدراسية والمستشفى الجامعي بما في ذلك مستودعات الأدوية، إضافة إلى مركز الملك فهد للبحوث الطبية وما يحويه من مختبرات علمية، مثل مختبر التقنيات متناهية الصغر، ومركز التميّز لأبحاث الجينوم الطبي، ومركز التميز للأبحاث البينية، ومختبر الفيروسات.