استطاعت آليات الدفاع المدني في جدة أمس الأول، انتشال آلية ضخمة (رافعة عملاقة) كانت من الضحايا المادية - إن جازت التسمية - للأمطار والسيول التي ضربت المحافظة بشراسة في الثامن من ذي الحجة الماضي، حيث ظلت طوال الفترة الماضية مطمورة تحت كميات من الطمي رغم أن وزنها يفوق 50 طنا. وتواصل أجهزة الدفاع المدني جهودها في البحث عن مفقودي أمطار وسيول الثامن من ذي الحجة الماضي البالغ عددهم 32 مفقودا، ما زالوا في سجلات المفقودين حتى الساعة. وأعلنت أجهزة الدفاع المدني العثور على جثتين الأسبوع الماضي لم يتم إدراجهما ضمن قوائم المتوفين (122 حالة)، وذلك وفقا للإجراءات النظامية التي تنفذها الأجهزة المعنية باعتماد إجراء تحاليل الحمض النووي ومطابقتها مع قوائم ذوي المفقودين. وتعتمد آليات البحث عن مفقودين على استراتيجية تستند على الوسائل الرقابية التي تعرف بالكلاب البوليسية للاستعانة بها في عمليات البحث عن المفقودين. ونجحت الكلاب البوليسية في الكشف عن بعض مواقع الجثث، فيما تم إيقافها في ظل انعدام الجدوى منها بسبب انعدام العثور على الجثث القريبة من سطح الأرض التي دفنتها كميات الطين والطمى، ليتم تغيير الآلية إلى شفط المياه من عدة بحيرات في شرقي جدة وحفرها عن طريق استخدام آليات عملاقة أسفرت في الأسابيع الماضية عن الكشف عن جثتين. وأفاد مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة في جدة العميد محمد القرني بأن عمليات البحث عن 32 مفقودا مستمرة، مضيفا «وتتواصل عمليات البحث بمشاركة 74 ضابطا و424 فردا من الدفاع المدني، و109 معدات وآليات بمشاركة القوات الخاصة بالوسائل الرقابية (الكلاب البوليسية). وأوضح مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة أنه تم تقسيم المناطق المحددة للبحث إلى 11 مربعا، مفيدا أن أعمال اللجنة الفنية للكشف على المساكن مستمرة في تنفيذ مهماتها في مرحلتها الثالثة عبر عشرين لجنة، حيث بلغ عدد المساكن التي تم الوقوف عليها 2405، منها 1875 مبنى صالحا للسكن، و530 مبنى غير صالح للسكن. وأوضح أن وزارة المالية مستمرة في صرف بدل الإعاشة والسكن للمرحلة الثالثة منذ التاسع من محرم الماضي، حيث بلغ عدد الأسر لهذا اليوم (أمس) 1198 أسرة بإجمالي 7437 أسرة.