اتهم رئيس الجمعية السعودية لطب الطوارئ الدكتور خالد الجهني، عدداً من المستوصفات الخاصة، باختيار أطباء غير أكفاء للعمل في أقسام الطوارئ لديها، مطالباً بتشكيل لجنة عليا للطوارئ تهتم بالخدمات الإسعافية في مرحلة ما قبل المستشفى وبطب الكوارث. وقال في حديث مع"الحياة":"يجب إيجاد آلية لتقويم أداء أقسام الطوارئ في المستوصفات الخاصة على وجه الخصوص، لجهة التعاقد مع كوادر بشرية مدربة وتوافر الأجهزة الإنعاشية والأدوية اللازمة"، مؤكداً أن الجمعية السعودية لطب الطوارئ مستعدة للإسهام في هذا الجانب. وأكد أن كثيراً من مصابي الحوادث يموتون بسبب رفض بعض المستوصفات غير المجهزة استقبالهم. وتابع:"كثيراً ما تتخلى مستوصفات خاصة عن حالات طارئة حتى لا تتهم بالقصور من الجهات المتخصصة". وعدَّ أن تخصص طب الطوارئ لم يأخذ نصيبه من الاهتمام في التخطيط الصحي الأولي، مؤكداً أنه يمثل قاعدة الهرم الصحي الذي يبنى عليه ما بقي من تخصصات. وأضاف:"للأسف ذهب الاهتمام إلى ما يجلب البريق لمديري المستشفيات مثل مراكز زراعة الأعضاء على حساب الطوارئ"، مستدلاً على ذلك بوجود ما لا يقل عن 4 مراكز زراعة كبد في الرياض، بينما لا يوجد مركز واحد في أية منطقة أخرى حتى في مرحلة التخطيط. وأكد أن موازنة هيئة الهلال الأحمر السعودي محدودة، لا تفي طبياً بمرحلة ما قبل المستشفى، وبات من المتعارف عليه أن حوادث الوفيات قبل مرحلة المستشفى عددها أكبر من الوفيات في داخل المستشفيات وبالذات من هم في مرحلة الشباب. ولفت الجهني إلى أن جهاز الدفاع المدني والمرور وأمن الطرق يجب أن يكون لديها دور طبي فعال، وأن يتم اعتبارها جهات طبية مساعدة للخدمات الإسعافية بما في ذلك مباشرة الحالات الإسعافية كمستجيب أولي لحالات كثيرة، ومنها حالات الإصابات والاحتشاء القلبي، مشيراً إلى أن الجمعية مستعدة لتدريبهم على مباشرة مثل هذه الحالات في أول 5 دقائق منها ومنحهم شهادات على ذلك. وتحدث عن إحصائية صدرت أخيراً، أوضحت أن 25 مليون مريض زاروا أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية والخاصة خلال عام، ما يعني أن كل مواطن ومقيم زار طب الطوارئ مرة واحدة في السنة. وذكر أن الإقبال ضعيف جداً على أقسام الطوارئ في الجامعات، مضيفاً أن عدد السعوديين الاستشاريين العاملين في المستشفيات السعودية لا يتجاوز 80 طبيباً منهم 7 سعوديات فقط، فيما لا يتجاوز عدد المبتعثين 15 سعودياً في أميريكا وكندا وواحد في أستراليا. وتحدث عن مشكلات عدة تواجه من يعمل في قسم الطوارئ أهمها الخطر الصحي وانتقال العدوى التي لا يحصلون على بدل لها، إضافة إلى كثرة المناوبات الشهرية التي أصيب كثير من الأطباء بسببها بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، كونهم يعملون ضد الساعة البيولوجية وتعرضهم للاعتداء الجسدي واللفظي من بعض المراجعين. ودعا الجهني إلى إعادة النظر في وضع العاملين في مجال طب الطوارئ"من غير المعقول أن ندرك أهمية هذا التخصص والحاجة إليه ونعي مدى الأخطار التي تحتويها بيئته ولا نسعى إلى إعطائه حقوقه".