تواصل السعودية إرسال مساعداتها إلى منكوبي قطاع غزة من جراء الاعتداء الإسرائيلي الوحشي الذي طاول البنية الأساسية للقطاع، إضافة إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة. وتواصل حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة العمل وفق منظومة إغاثية متكاملة، تبدأ من العاصمة الرياض، وتصب في جميع مناطق قطاع غزة. كما تواصل الحملة جهودها الإنسانية في هذا الشأن، انفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ وزعت ست شحنات محملة بثلاثين طناً من الأدوية والمحاليل والمستحضرات والمواد الطبية والإسعافية تبلغ قيمتها 4.6 مليون ريال في قطاع غزة عن طريق معبر رفح المصري. ووزعت حمولة الشاحنات الطبية على المستشفيات والمراكز الصحية بالقطاع بحسب حاجاتها ومتطلباتها الملحة لتكون عوناً على إنقاذ حياة الكثير من المرضى والجرحى الفلسطينيين الذين طاولتهم آلة العدوان الإسرائيلي. وكانت 23 شاحنة تابعة للحملة دخلت إلى غزة وهي محملة ب 30 سيارة إسعاف، شحنت ضمن المرحلة الأولى للجسر البري التي انطلقت الاثنين الماضي وتضمنت 61 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية، والأجهزة الطبية والإسعافية والفرش والملابس والبطانيات تبلغ زنتها 760 طناً بكلفة تجاوزت 11 مليون ريال. يذكر أن جهود الحملة بدأت منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، وكانت من أوائل الجهات الإنسانية التي باشرت تقديم أعمالها الإغاثية هناك ووضعت خطة إغاثة شاملة، منذ اليوم الأول لانطلاقة الحملة، تعتمد على توفير الحاجات الفعلية لأبناء قطاع غزة. وفي السياق ذاته، وصلت التبرعات المادية التي تلقتها حملة خادم الحرمين الشريفين إلى أكثر من 226.2 مليون ريال. وتستمر المملكة على رغم أنها من الدول النامية في مساعدة الدول الأقل نمواً في العالم. فقد تنازلت عما يزيد على 6 بلايين دولار من ديونها المستحقة على الدول الأقل نمواً، وتبرعت بمبلغ 500 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي لمساعدة هذه الدول على مواجهة ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية. كما تسهم المملكة بمبلغ بليون دولار في صندوق مكافحة الفقر في العالم الإسلامي، إضافة إلى مساهمتها في رؤوس أموال 18 مؤسسة وهيئة مالية دولية. وتجاوز ما قدمته المملكة العربية السعودية من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاثة الماضية 90 بليون دولار، استفادت منها 86 دولة نامية. ويمثل هذا المبلغ 4 في المئة من إجمالي الناتج الوطني للمملكة، وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المستهدفة من الأممالمتحدة. من جهة أخرى، قامت السلطات المصرية بإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البرى بإجمالي 64 طناً تضمنت أدوية ومساعدات طبية مقدمة من الدول العربية. من جهته، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس المجتمع الدولي على إرسال مساعدات عاجلة للمواطنين في قطاع غزة. وقدر الأمين العام للأمم المتحدة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا قيمة المساعدات الماسة التي يحتاجها نحو 1.4 مليون شخص في غزة بنحو 613 مليون دولار. وكان الأمين العام للأمم المتحدة الذي زار قطاع غزة قبل فترة قصيرة أعرب عن صدمته إزاء الوضع في القطاع. إلى ذلك، زار وفد من البرلمانيين العرب أمس ميناء رفح البري للاطلاع على سير العمل في المعبر وعملية إدخال المساعدات واستقبال الجرحى. وأوضح عضو اتحاد البرلمانيين العرب رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب المصري سعد الجمال أن الوفد البرلماني جاء لتحية صمود الشعب الفلسطيني أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم والتأكيد على أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، وأن الأمة العربية تقف إلى جانبه وتشجعه على الصمود لحين الحصول على الحق المشروع في تحرير الأرض وإزالة الحصار المفروض على قطاع غزة.