أكدت المسرحية السعودية الدكتورة ملحة عبدالله، ان العادات والتقاليد في المجتمعات المحافظة تقف حاجزاً امام كل مبدع ومبدعة، وتتحطم على صخرتها المواهب، مشيرة إلى أن المغالاة في فهم الدين والتسرع في اطلاق الاحكام،"جعلا من المسرح فناً يصنف على انه من القيم غير الاخلاقية"، ما جعلها تتخذ قرار الاقامة في مدينة القاهرة، ودراسة المسرح نظرياً وتطبيقاً، واصدار العديد من المؤلفات النقدية والمسرحية، التي ترى انها مرجع رئيسي لكل من يبحث عن المسرح في السعودية، لعدم وجود مصادر تساعد المهتمتين بالفنون المسرحية والدراما العربية عموماً. جاء ذلك اثناء تكريمها في اثنينية عبدالمقصود خوجة. وقال خوجة:"لم يكن من السهل على رجل سعودي اقتحام المجال المسرحي، ودراسته الدراسة النظرية والتطبيقية، ووصوله الى العالمية، في وقت لا يزال المجتمع يرى ان المسرح ليس له دور في التثقيف والتوعية، فكيف اذا كان ذلك من سيدة سعودية هي الدكتورة ملحة عبدالله، التي جعلت من الغربة نافذة لها لتقدم لنا المسرح السعودي وتاريخه عبر دراساتها ومؤلفاتها، والتي أطلق عليها المسرحيون العرب"سيدة المسرح السعودي بلا منازع". واضاف ان تكريمها اليوم،"يأتي من الحرص على رفع معنويات المرأة في السعودية، وتقديراً لجهودها وابداعها وهي تكمل مسيرة رواد المسرح السعودي احمد السباعي ومحمد مليباري، اللذَين بدآ بمسرح قريش في مكة 1932، ولم يكتب له النجاح والاستمرار لظروف خارجة عن ارادتهما". وقال الدكتور مدني علاقي:"إن هذه الليلة مفاجأة لي حينما عرفت ان هناك سيدة سعودية متخصصة في مجال المسرح، ولها العديد من المؤلفات والدراسات وهي المرأة العصامية ملحة عبدالله". فيما أكد الكاتب يحيى باجنيد، ان مسرحيات ملحة عبدالله،"سبقت أوانها خصوصاً في مسرحيتها الشهيرة"صهيل"، التي حاولت من خلالها اقامة حوار بين الانسان وانسانيته، كما اخرجت لنا العديد من المسرحيات، التي نتمنى ان تعرض ونشاهدها داخل السعودية، ويتعرف الجيل الجديد على دورها في النهوض بالمسرح السعودي". وأوضحت ملحة عبدالله أن الدور الكبير الذي لعبه ابواها، اللذان تصفهما بأنهما سبقا عصرهما في تنمية قدراتها المسرحية منذ دراستها الاولى والمشاركة في المسرح المدرسي، على رغم العُرف القبلي والتقاليد السائدة، اسهم كثيراً في صقل موهبتها وتطورها ودراسة المسرح وفنونه على الوجه الصحيح، واحترافها الكتابة المسرحية بعد تخرجها من اكاديمية الفنون المسرحية، واصدار عدد من المؤلفات بلغت 50 كتاباً، على رغم العقبات التي واجهتها، والصعاب التي تقف أمام المرأة السعودية عموماً. واستشهدت بمقولة احمد السباعي الشهيرة:"انني أحاول ان ازركش المكتبة العربية بالكتب المسرحية". وأشارت عبدالله الى ان المسرح السعودي اليوم،"يعاني صعوبات كبيرة، ويجب ان تنظر وزارة الثقافة الى"ابي الفنون"نظرة جادة في النهوض به، ورعاية المسرحيين السعوديين، لأن المبدع عموماً يحتاج الى التشجيع وتهيئة الأجواء والمكان المناسب له، وإعطائه الفرصة لإثبات قدراته ومواهبه، وعلى المبدع ان يمارس رياضة التأمل كما يعرّفها اليابانيون، حتى نؤسس جميعاً لقاعدة حقيقية للثقافة والفنون في السعودية، وتأصيل المسرح بأدوات علمية وأكاديمية".