في أخبار صحافية أخيرة، ذكر أن عدد مشتركي إحدى شركات الاتصالات تجاوز ال 15 مليون مشترك، اللهم لا حسد. أنا لست هنا أسوق لشركة على حساب أخرى، ولا أنتقد سياسة شركة من حيث مشروعية كسب العملاء والربحية، فهذا أمر متاح للجميع، لكن الذي أطرحه هنا هو ما ظهر أخيراً في موضوع الإسهام في المسؤولية الاجتماعية من الشركات، والتسابق نحو إقناع المجتمع بأن جزءاً من أرباحها تُخصص لمشاريع خيرية، ومن ذلك ما يرد عبر رسائل جوال المشتركين من دعوات الإسهام في أنشطة اجتماعية أو خيرية من خلال طلب إرسال رسالة على رقم معين بمبلغ محدد يذهب ريعه لأحد المشاريع الخيرية. لا أرى خلافاً حول ذلك، بل بالعكس كلنا نؤيد وندعم المشاركة والتفاعل مع العمل الخيري، ولكن الخلاف هنا: لماذا يتحمل العملاء كل هذه المشاركة والمساهمة والشركات تتفرج؟ بل تضع في نصابها انها دعمت العمل الخيري وسوّقت له، وهو على حسابنا فقط نحن العملاء، ناهيك عن أسعار وتكاليف الرسوم المرتفعة للفواتير التي يعاني منها الكثير من المواطنين، إذ شكلت نسبة مرتفعة من دخولهم في هذه الظروف المعيشية الصعبة، لماذا لم تتحمل الشركات ولو حتى ريال واحد من مبالغ هذه الرسائل؟ إسهاماً منها في العمل الخيري الذي تروج وتسوق له؟... لماذا نرى إسهام مثل هذه الشركات في العمل الخيري محدودة ولا تكاد تصل الى نسبة 1 في المئة من أرباحها الطائلة مقارنة بسيطرتها على جزء كبير من دخول المواطنين؟ تصوروا لو أن مثل هذه الشركات، تخصص لو ريالاً واحداً من دخلها وليس على حساب العميل، لأنه كبش الفداء دائماً، في كل فاتورة من فواتير ال 27 مليون مشترك، كم سنحصل على تبرعات للعمل الخيري؟ أتمنى أن تعيد هذه الشركات سياساتها في دعم الأعمال الخيرية وألا تحمل العملاء هذه المسؤولية، فيكفي ما بهم من عناء ومشقة لهذه الرسوم المرتفعة، مقارنة بما هي في الدول الأخرى. الأمر الآخر الذي أود أن اشير إليه هو هذه الانتهاكات من هذه الشركات لأرقام العملاء وسريتها مع هذا الموج الهائل من الدعايات التي ترد على أرقام المشتركين شاؤوا أم أبوا، فإلى متى تتعرض أرقام المشتركين للمساومة في أنشطة التسويق، فرقم العميل ملك له ولا يحق لأي شركة أن تبيعه وتساوم عليه لأي شركات تسويقية، كما هو الحاصل الآن. وعلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهي الجهة المشرعة والمراقبة لهذا الأمر التدخل لحماية كل عملاء الشركات من هذه القرصنة الشائعة، وهي كثيرة للاسف الشديد. خاتمة الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن [email protected]