كشفت مصادر في سوق النفط أن السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم بصدد خفض الامدادات بدرجة أكبر في العام الحالي 2009، وانها قد تصل بالانتاج الى مستويات دون هدف منظمة"أوبك"المتفق عليه. وكانت المملكة خفضت المعروض الى 8.2 مليون برميل يومياً في كانون الاول ديسمبر الماضي، مع تراجع النفط لما دون 40 دولاراً، وهو مستوى يقل كثيراً عن سعر 75 دولاراً الذي اعتبره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله سعراً عادلاً. وكانت السعودية عمدت من قبل الى زيادة الانتاج من جانب واحد الى حوالى 9.7 مليون برميل يومياً في آب أغسطس، لتهدئة سوق النفط التي قفزت الى مستوى قياسي قرب 150 دولاراً في تموز يوليو. وذكرت مصادر تجارية ان السعودية خفضت الامدادات زهاء الخمس منذ ذلك الحين، ومن المتوقع اجراء تخفيضات كبيرة أخرى في شباط فبراير. وغالباً ما تبلغ السعودية وسائر المنتجين المستهلكين بحجم امدادات الخام التي يمكنهم توقعها قبل أسابيع عدة من مواعيد الشحن. وتضخ المملكة في كانون الثاني يناير ما ينسجم تقريباً مع هدفها بموجب اتفاق"أوبك"في ديسمبر، والذي يسري من أول يناير لخفض الانتاج الكلي 2.2 مليون برميل يومياً، وذلك في أعقاب خفضين سابقين منذ أيلول سبتمبر بواقع مليوني برميل يومياً. وكان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي أبلغ"رويترز"في وقت سابق من شهر ديسمبر:"سنكون عند مستوى حصتنا... تعلم أننا نلتزم جيداً جداً". ومن المرجح تفاقم تراجع الطلب جراء تباطؤ الاقتصاد العالمي في الربع الثاني من العام، عندما يضعف الاستهلاك بعد انتهاء فصل الشتاء في النصف الشمالي من العالم. وقال مسؤول في صناعة النفط:"من المرجح أن تتعرض أسعار النفط لضغوط شديدة في فبراير ومارس آذار، لذا من المنطقي للمنتجين أن يُقلصوا الامدادات قدر الإمكان قبل ذلك الحين، لمحاولة الحفاظ على الأسعار عند مستوياتها الحالية". وحتى قبل أن تعلن"أوبك"عن أحدث تخفيضاتها للمعروض في 17 ديسمبر في الجزائر، كانت السعودية أبلغت زبائنها بالفعل أنهم سيحصلون على كميات أقل بكثير من الخام في يناير. وأضافت المصادر أنه من الواضح بالفعل أن المملكة تتحمل الى حد كبير عبء الجانب الأكبر من تخفيضات معروض"أوبك". لكن ثمة مؤشرات متزايدة على أن منتجين أصغر يخفضون امداداتهم أيضاً. ويوم الاثنين الماضي قالت ليبيا إنها أبلغت شركات النفط خفض 270 ألف برميل يومياً من أول يناير، وهي كمية أكبر مما يلزم بموجب اتفاق"أوبك"في ديسمبر. وأول من أمس، قال متعاملون إن أنجولا ستخفض على الأرجح صادراتها النفطية في فبراير نحو 13 في المئة عن يناير، لتقترب كثيراً من هدف"أوبك"المفترض لها. وقال متعاملون ان من المتوقع أيضاً أن تخفض الجزائر صادراتها في فبراير 5 في المئة على الأقل قياساً الى إنتاج يناير. وعلى صعيد متصل، قال متعاملون أمس الأربعاء ان شركة يوتشون ان.سي.سي واي.ان.سي.سي أكبر منتج للاثيلين في كوريا الجنوبية لم تجدد عقدها مع شركة"ارامكو"السعودية لشراء النفتا في النصف الأول من عام 2009 لتصبح بذلك ثاني شركة بتروكيماويات كورية تتخلى عن تعاقدها مع"أرامكو". وأوضح أحد المتعاملين أن"ارامكو تراجع عادة أسعار العقود مرتين سنوياً. واذا ما تخلى مشتر عن عقد الفترة من يناير الى حزيران يونيو، فمن المستبعد أن تضمه ارامكو الى مفاوضات عقود يوليو الى ديسمبر". وبموجب عقد عام 2008 زودت"أرامكو"شركة واي.ان.سي.سي بإجمالي 150 ألف طن من النفتا. وقد تخلت شركة لوت دايسان الكورية عن عقدها مع"ارامكو"لاستيراد النفتا في 2009.