خفضت السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنتاجها النفطي في شكل كبير في كانون الثاني (يناير) لدعم الأسعار وتقليص تخمة المعروض، بما ساهم في رفع نسبة التزام اتفاق خفض الإمدادات الذي أبرمته المنظمة إلى مستوى قياسي يزيد على 90 في المئة. وتعكف «أوبك» على خفض إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يومياً من أول كانون الثاني. واتفقت روسيا وعشر دول أخرى من خارج المنظمة على خفض الإنتاج بنصف هذا المقدار. وأظهرت بيانات من مصادر ثانوية تستعين بها «أوبك» لمراقبة إنتاجها انخفاض إمدادات الأعضاء الأحد عشر الملتزمين بمستويات مستهدفة للإنتاج بموجب الاتفاق إلى 29.888 مليون برميل يومياً في كانون الثاني. ونشرت «أوبك» البيانات في تقريرها الشهري أمس. وقلصت أسعار النفط خسائرها المبكرة بعد نشر التقرير ليجري تداولها فوق 56 دولاراً للبرميل. وتعني التخفيضات التزام الاتفاق بنسبة 93 في المئة، وفق حسابات وكالة «رويترز» التي استندت إلى أرقام «أوبك». ونزلت أسعار النفط بفعل دلائل متزايدة على زيادة الإنتاج في الولاياتالمتحدة، لكن البيانات الرسمية لإنتاج منظمة «أوبك» حدت من الخسائر، إذ أظهرت أن نسبة التزام اتفاق خفض الإنتاج بلغت 93 في المئة. وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 46 سنتاً إلى 56.24 دولار للبرميل، بعدما لامس أقل مستوى له خلال الجلسة عند 56.04 دولار للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 41 سنتاً إلى 53.45 دولار للبرميل، بعدما انخفض في وقت سابق من الجلسة إلى 53.29 دولار للبرميل. وأعلنت «بيكر هيوز» في تقريرها الأسبوعي أن عدد الحفارات النفطية في الولاياتالمتحدة سجل على مدار الشهر الأخير أكبر زيادة منذ 2012 ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 591، وهو الأعلى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق خلال مؤتمر نفطي في بلاده إن أسعار النفط جيدة حالياً، ومن المتوقع ارتفاعها مع تنامي نسبة التزام اتفاق خفض الإنتاج بين «أوبك» والمنتجين المستقلين. وأضاف أن نسبة التزام أعضاء «أوبك» اتفاق خفض الإنتاج تبلغ 92 في المئة، في حين تبلغ نسبة التزام المنتجين من خارج المنظمة 50 في المئة. وقال المرزوق إن مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة لديها برنامج لزيادة المحتوى المحلي في الصناعة النفطية «من خلال الاعتماد على القطاع الخاص المحلي في توفير المواد والخدمات التي تحتاج إليها عمليات المؤسسة ومشاريعها وشركاتها التابعة، وكذلك المشاركة في بعض الأنشطة التابعة للقطاع النفطي». وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني إن المؤسسة تتوقع إنفاق 35 بليون دينار (114.8 بليون دولار) على المشاريع النفطية خلال السنوات الخمس المقبلة، مضيفاً أن 30 في المئة من المبلغ سيخصص للمنتجات والخدمات المحلية. وقال المرزوق إن نفقات مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة على الخدمات والمنتجات المحلية بلغت 4.7 بليون دينار خلال السنوات المالية الخمس من 2011-2012 إلى 2015-2016 وسترتفع إلى 1.2 بليون دينار سنوياً في السنتين الماليتين الحالية والمقبلة. وقال مصدران إن شركة «أرامكو السعودية» وقعت عقداً مع شركة «نورث هواجين» للصناعات الكيماوية الصينية لتوريد الخام في 2017. ويأتي العقد - وهو الأول بين «أرامكو» العملاقة و»هواجين» - في وقت تحاول فيه المملكة استعادة مكانتها كأكبر مورد للخام إلى آسيا، بعدما سبقتها روسيا. وقال أحد المصدرين إن «أرامكو» ستورد الخام العربي الخفيف الفائق الجودة إلى «هواجين»، بما يسمح لشركة التكرير الصينية التي تسيطر عليها الدولة بإنتاج مزيد من النفتا لإنتاج البتروكيماويات. وقالت ثلاثة مصادر إن شركة «سينوكيم» الصينية المملوكة للدولة تجري محادثات لا تزال في مراحلها الأولى مع «نوبل غروب» لشراء حصة أسهم في الشركة في إجراء سيسمح لها بالدخول إلى سلسلة الإمدادات العالمية الخاصة بالأخيرة.