في الفترة الأخيرة نشرت الصحف أخباراً عن انتشار الجامعات الوهمية، وعن اكتشاف الجهات الحكومية لشهادات جامعية بمراحلها كافة مزورة"بكالوريوس ? ماجستير ? دكتوراه"حصل عليها الكثير من الموظفين عن طريق المراسلة أو الواسطة، أو سمها إن شئت"البخشيش"، وذلك إما من جامعات غير معترف بها في وزارة التعليم العالي في المملكة، وإما عن طريق جامعات وهمية ليس لها وجود على أرض الواقع، وليس لها من ذلك إلا الاسم، وقد ظهرت هذه المشكلة على السطح، بعد أن أعلنت إحدى الجامعات الأميركية قائمة بأسماء المئات ممن حصلوا على شهادات مزورة وبطرق غير مشروعة، ومن بينهم عشرات السعوديين، وقد تحركت وزارة التعليم العالي أخيراً تحذر المواطنين من عدم الانسياق وراء مغريات تلك الجامعات الوهمية. وعندما نضع هذه المشكلة على طاولة البحث نجد أن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الظاهرة ومنها: 1- ضعف الوازع الديني، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"من غشنا فليس منا". 2- رغبة البعض من الناس في الحصول على المنصب في الجهة التي يعملون بها بأي طريقة كانت، حتى لو كلفه ذلك دفع عشرات الآلاف من الريالات للحصول على شهادة عليا. 3- انتشار الدعاية والاعلانات في بعض الصحف اليومية لدينا تروج لمكاتب تزعم تمثيل جامعات عالمية تمنح الشهادات العلمية لكل من يطلب ذلك، يعني بمثابة"ادفع تجد"أو"أدفع تحصل على شهادة عليا". 4- هوس بعض أفراد المجتمع بالألقاب والمسميات، وهذا الهوس أصبح ينتقل بين الناس كعدوى الحمى والزكام. 5- عدم ايجاد البدائل داخل المملكة، فهناك الكثيرون يودون إكمال دراساتهم العليا لتطوير أنفسهم ولخدمة مجتمعهم، وحتى نظام الماجستير الموازي في بعض الجامعات لم يحقق رغبات الغالبية العظمى، نظراً لارتفاع كلفة الدراسة، وهذا ما سبب احباطاً لنا بعد أن استبشرنا خيراً بتطبيق النظام، وبالتالي وجد الكثيرون ضالتهم من خلال تلك الجامعات الوهمية نظراً لقلة الرسوم والمصاريف. وأخيراً متى نرى تعاوناً واضحاً بين وزارة التعليم العالي وبين وسائل الإعلام لمحاربة هذه الظاهرة"الشهادات المزورة"؟ وهل يقوم وزير التعليم العالي بالنظر في رسوم دراسة الماجستير الموازي في جامعاتنا ومحاولة خفضها من أجل إتاحة الفرصة أمام عدد كبير من الموظفين لمواصلة تعليمهم العالي داخل بلادنا الحبيبة؟