هل يؤمر الصبي الذي لم يبلغ الخامسة عشرة بالصيام، كما في الصلاة؟ - نعم يُؤْمر الصِّبيان الذين لم يَبْلُغوا بالصيام إذا أطاقوه، كما كان الصَّحابة - رضي الله عنهم - يفعلون ذلك بصبيانهم. وقد نصَّ أهل العلم على أن الولي يَأمُر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه، وتنطبع أُصول الإسلام في نُفُوسهم حتى تكون كالغريزة لهم. ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك، وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام، على خلاف ما كان الصَّحابة - رضي الله عنهم - يفعلون، يدَّعُون أنهم يمنعون هؤلاء الصِّبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصِّبيان أمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها. فإن هذا - بلا شك - من حسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله:"إنَّ الرَّجُل رَاع فِي أَهْل بَيْتِه وَمَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ"البخاري 893، ومسلم 1829، والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة إلى من ولاهم الله عليه من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم، وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام. الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عضو هيئة كبار العلماء مريض بالسكر وبمرض في المعدة وبمرض نفسي أيضاً - شفاه الله - ولم يستطع الصيام، ولكنه يدفع نقوداً كفارة عنه"فهل يكفي هذا؟ أم عليه شيء آخر؟ - تذكر أيها السائل أنك مصاب بالأمراض التي لا تستطيع معها الصيام، وأنك تدفع كفارة من النقود. نقول: شفاك الله مما أصابك وأعانك على أداء ما افترض الله عليك، أما إفطارك من أجل المرض"فهذا شيء صحيح لا حرج فيه"لأن الله سبحانه وتعالى رخص للمريض أن يفطر، إذا كان الصيام يشق عليه أو يضاعف المرض، وأمره أن يقضي الأيام التي أفطرها في فترة أخرى"فعدة من أيام أخر"[البقرة:184]. هذا إذا كان المرض يرجى زواله، أو خفته في بعض الأحيان"بحيث يستطيع أن يقضي في فترة أخرى.أما إذا كان المرض مستمراً ومزمناً لا يرجى برؤه"فإنه يتعين عليه الإطعام لقوله تعالى:"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين"[البقرة: 184]. ومنهم المريض الذي مرضه مزمن. والإطعام لا يكون بالنقود كما ذكرت، وإنما يكون الإطعام بدفع الطعام الذي هو قوت البلد"بأن تدفع عن كل يوم نصف الصاع من قوت البلد المعتاد. ونصف الصاع يبلغ كيلو ونصف الكيلو تقريباً. فعليك أن تدفع طعاماً من قوت البلد بهذا المقدار الذي ذكرنا عن كل يوم، ولا تدفع النقود"لأن الله سبحانه وتعالى يقول:"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين"[البقرة: 184]"نص على الطعام. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء أنا مريض بمرض السكر، وأتناول إبر الأنسولين ، ومستوى السكر لدي ما بين 250 إلى 400 أحياناً ، وأيضاً مريض بالكلى وضغط الدم - شفانا الله وإياكم - هل أًصوم رمضان أم أفطر؟ وما هي الكفارة؟ - إذا كنت لا تستطيع الصيام، وقرر الأطباء أن الصيام يضرك، وأن المرض لا يرجى برؤه فعليك الإطعام عن كل يوم مسكيناً من البر أو التمر أو الرز، نصف صاع لكل يوم للمساكين جميعاً أو مفرقة. الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو لجنة الإفتاء سابقاً