قرر شبان سعوديون يقطنون العاصمة التخلي عن سياراتهم كوسيلة أساسية للذهاب والرواح من وإلى أعمالهم، مستعيضين عنها بالدراجات النارية، في محاولة للتغلب على الازدحام المروري اليومي. وأشاروا في حديثهم مع"الحياة"إلى أن كثيرين من الشبان اعتنقوا فكرتهم، الجديدة نوعاً ما على المجتمع السعودي، الذي سيتفهم مدى إيجابية تلك الفكرة على المدى البعيد على حدّ قولهم. يقول محمد العنزي الذي يسكن حي النسيم:"معاناة الزحام المروري ومشكلات التأخير اليومي عن الحضور للعمل في الوقت المحدد، وما يصاحبه من استياء بالغ من رؤساء العمل، أوجد لدى بعض الموظفين الشباب حلولاً بديلة وفعالة لتفادي الزحام المروري، الذي تعاني منه معظم شوارع مدينة الرياض فكانت الفكرة". وأشار العنزي إلى أنه اتفق وعدد من زملائه في الاستراحة على تطبيق فكرة الذهاب إلى أعمالهم عن طريق الدراجات النارية، إذ لاقت استحسان معظمهم ممن أيد الفكرة وينوي تطبيقها قريباً، مشيراً إلى أنه بدأ شخصياً في الذهاب إلى إدارة مرور الرياض للاستفسار عن إجراءات ترخيص وامتلاك دراجة نارية. ويرى صديقه علي الضبياني أن الفكرة جميلة جداً وقد تلاقي بعض الاستهجان أو المعارضة من الأهل أو الأقارب، لكنه يتوقع في الوقت ذاته أن تصبح ظاهرة في يوم من الأيام،"ونرى نصف السعوديين يذهبون إلى أعمالهم بواسطة الدراجات النارية"، مشيراً إلى أن هذه الفكرة تحمل الكثير من الإيجابيات، منها: التخفيف من الزحام المروري، الحدّ من تلوث البيئة، والأهم توافر مواقف مناسبة للدراجات النارية بعكس السيارات التي نجدها فوق الأرصفة أو واقفة بطرق غير نظامية. وأكّد الضبياني أن احترام القواعد المرورية واجب على قائدي المركبات والدراجات المرورية على حد سواء،"ولا فرق بين من يقود مركبة أو من يقود دراجة نارية، على رغم أن بعضهم يملكون انطباعاً سيئاً عن قائدي الدراجات النارية، التي يبدر من بعضهم تصرفات غير لائقة في الشوارع العامة"، مشيراً إلى تشجيع الشباب على تطبيق هذه الفكرة بشكل نظامي يعكس الصورة الحقيقية لقائدي الدراجات النارية. ويرى سعد الحميد أن الفكرة قد تكون جديدة على مجتمع كالمجتمع السعودي، بيد أن كل شيء يبدأ بمواجهة صعوبات ويستمر بتقبل وبتأقلم المجتمع عليه، خصوصاً عندما يسجل هذا الأمر إيجابيات، مشيراً إلى أنه وأصدقاءه لا ينوون بيع سياراتهم في حال طبق تلك الفكرة كونهم سيحتاجون إليها في التزامات ومشاوير عائلية أخرى. من جهة أخرى، أكّد المدير العام للسير في مرور الرياض المقدم علي الدبيخي أن القانون يسمح لكل مواطن يرغب في امتلاك دراجة نارية وقيادتها بشرط استخراج ترخيص دراجة نارية ولوحة واستمارة، وإلا فسيتم التحفظ عليها، مشيراً إلى أن عدداً من المواطنين استخرجوا رخص دراجات نارية وتطبق بحقهم مخالفات مرورية مثلهم مثل قائدي المركبات بيد أن لها شروط خاصة. وكشف الدبيخي أن القانون لا يسمح بسير الدراجات النارية على الطرق الدائرية والسريعة كطريق مكة أو طريق خريص أو طريق الملك فهد، حرصاً على سلامتهم بالدرجة الأولى، والاكتفاء بالسماح لهم بالطرق العادية الأخرى إلى جانب طرق الخدمة الموازية للشوارع العامة والرئيسية. وأشار المقدم الدبيخي إلى أن القانون يسمح أيضاً لصاحب الدراجة النارية باصطحاب مرافق في الدراجة النارية، ولا يسمح بأكثر من ذلك شريطة أن يلتزم الاثنين بارتداء الخوذة، وإلا فسيحصل قائد الدراجة على مخالفة مرورية.