ألقت أزمة الوقود في منطقة الحدود الشمالية بظلالها على حركة الطريق الدولي للأسبوع الثالث على التوالي، ما أضر بحركة الشحن والنقل من وإلى السعودية، بسبب شح الديزل الذي يغذي محركات الشاحنات. تفاقم الأزمة دفع شركة الزيت العربية السعودية"أرامكو"على إرسال وفد من الشركة للوقوف على أسباب الأزمة، وصل مساء أول من أمس إلى محافظة طريف. وزار الوفد الذي ترأسه مدير إدارة التوزيع في المنطقة الشرقية محطة التوزيع في محافظة طريف، للوقوف على أسباب المشكلة والالتقاء بأصحاب المحطات الخاصة لبيع الوقود. واستمعت اللجنة إلى بعض المشكلات والمعوقات من أصحاب المحطات، كان أهمها ضعف السعة التخزينية للمحطات الخاصة، التي تلجأ الى سحب حاجاتها بشكل يومي، في حين أن من المفترض امتلاكها سعة تخزينية تكفي لثلاثة أيام. وخلصت اللجنة إلى أن ارتباط بعض المحطات بعقود مع"محمية حرة الحرة"يعد سبباً في عدم قدرة تلك المحطات على تلبية حاجات المواطنين والمسافرين، فيما يقع على شركة أرامكو جزء من المسؤولية، لعدم توفيرها كامل حاجات المحطات. وأوصت اللجنة ببعض الإجراءات التنظيمية لضمان سلاسة عملية تعبئة صهاريج الوقود، خصوصاً أن المشكلة الأساسية بحسب أصحاب المحطات سببها"انتظار شاحنات الديزل التي ترسل من المحطات للتزود في الوقود"، ما تسبب في إرباك الحركة على طريق الشمال الدولي خلال الأيام الماضية. ومما ساعد في تفاقم الأزمة ازدياد عدد المسافرين المارين عبر الطريق الدولي من وإلى السعودية ودول الخليج، ما أثار تذمر سكان المنطقة وأصحاب محطات الوقود وقائدي الشاحنات الذين جالوا على محطات الوقود على الطريق الدولي، من دون نتيجة، إذ إن غالبيتها كانت خالية من الوقود. وأكد عبدالله العنزي سائق شاحنة أنه جاب محطات عدة على الطريق الدولي،"إلا أنها كانت جميعاً خالية من الوقود، ما اضطرني الى إيقاف شاحناتي وتعطيل حركة النقل". من جانبه، أوضح صاحب إحدى محطات بيع الوقود على الطريق الدولي فضّل عدم ذكر اسمه أن وقود الديزل نفد تماماً من المحطة، إضافة إلى شح كبير في أنواع الوقود الأخرى، مرجعاً ذلك إلى ايقاف بعض خطوط الإنتاج. وأضاف أن بعض المحطات أرسلت شاحناتها لشراء الديزل من محطات التوزيع، إلا أنها لم تحصل على شيء من الوقود بسبب الزحام الشديد في محطات"أرامكو"، معتبراً أن مشكلة نقص الوقود"عامة"، نتيجة الازدحام الشديد الذي شهدته محطة التعبئة أخيراً. وفي الوقت الذي لا يزال فيه أصحاب المحطات والشاحنات يبحثون عن مخرج لهذه الأزمة، اضطر بعض محطات الوقود إلى إغلاق آلات ضخ الديزل، بينما حمّل أصحاب المحطات في عرعر وطريف شركة أرامكو المسؤولية عن الأزمة. وقال عارف البكر صاحب محطة على الطريق الدولي إن الأزمة تكمن في التنظيم الجديد ل"أرامكو"، الذي يتضمن تقديم طلب الكتروني عبر الإنترنت قبل ثلاثة أيام، وتحديد موعد دقيق،"وعندما نأتي إلى المحطة للتعبئة نجد قائمة انتظار طويلة تفوّت علينا الموعد المقرر، ما يضطرنا إلى أخذ موعد جديد، وتبدأ قائمة انتظار جديدة، وهكذا". وأضاف أن التنظيم الجديد"سيئ"، خصوصاً أن فترة الصيف تشهد ضغطاً غير عادي على الطلب على الوقود بسبب الحركة الهائلة لسيارات المسافرين من دول الخليج العربية والمتوجهين إلى البلاد العربية المجاورة، مطالباً بإعادة النظر في التنظيم.