مؤسف أن يهبط مفهوم النقد الايجابي لدى بعض المسؤولين، لدرجة أن ينحصر فقط في المقالات والاطروحات، التي تسكت عن أخطائهم وتقصيرهم في واجباتهم. بل وتصل الحال في بعض الأحيان الى أن يطالبك هؤلاء بطرق مباشرة وغير مباشرة بتمجيد انجازاتهم، التي من المفروض أن تكون واجباتهم التي يتقاضون عليها أجوراً، ولا ينتظرون من أحد الشكر والثناء، إلا من جادت له نفسه بذلك. ما زال الفكر عند هؤلاء وللأسف محدوداً في أحلام التشريف، بدلاً من العيش في واقع حياة التكليف! وما زال كيل المديح والثناء عليهم بالألقاب هو طيف الإرسال الوحيد، الذي تستقبله أطباق عقولهم وحواس أسماعهم، أما الحديث عن الوجه الاخر لعملة بعضهم، فما هو إلا قول الحاقدين والأعداء والمغرضين، الذين لا هدف لهم سوى تشويه صورتهم"الزاهية". وهنا فليس ببعيد أن يتخذ المسؤول الغاضب، قراراً بوضع أمثال"هؤلاء"في قوائم سوداء في مكتب"سعادته". وطالما"هالقليم"تصغير قلم في يدي، فلن اكتب إلا ما يعود على الناس بالنفع، ولن اكتب إلا ما يصب في خانة تقويم الخطأ، ولن اصدح إلا في ما يعيد للمظلوم حقه وللناس حقوقهم. أما المديح، فلا يكتبه قلمي إلا لمن هو حل له، ولمن يتعدى عطاؤه مستوى واجباته. ولو بقليل. وهذا لا يأتي من فراغ، بل يأتي من نتائج نراها على أرض الواقع، بمشاريع وخدمات ومعاملات تنجز بلا تأخير ولا تعقيد، وبأنفس راضية قابلة حامدة وقنوعة. ومن أجل ذلك، فلتقم العلاقات العامة والشؤون الإعلامية لدى هذه الجهات بتحسس حاجات المواطنين، والعمل على حل مشكلاتهم وشكاواهم التي تنشر في الصحف، بدلاً من تحسس ما ينشر من مديح عن مسؤولهم المبجل وإدارته الميمونة، التي لن يلبث فيها أكثر مما يتوقع، ومن أجل ذلك"يلا"... كل واحد يروح يشوف شغله. [email protected]