قد لا يهمني أن أعرف الفرق بين المدير العام للصحة في المنطقة الشرقية، والمدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أيضاً! أو أن أعرف إن كانا يمتلكان الصلاحيات نفسها، أو كان هناك تضارب أو ازدواجية في أدوارهما! أو أن أعرف إن كان أحدهما تابعاً لوزارة الصحة والآخر تابعاً لوزارة أخرى غير وزارة الصحة! مع إنني احترت في أن أجد وزارة أخرى غير وزارة الصحة تُعنى بموضوع له علاقة بالصحة أصلاً! قد تكون وزارة الطرق والمواصلات مثلاً!! لا أعلم..! فقد قرأت قبل أيام خبراً مزيناً بالصور مفاده أن السيد المدير العام لصحة"الشرقية"بالنيابة وليس المدير العام للشؤون الصحية قام بزيارة إحدى المستشفيات لتهنئة أهالي مواليد يوم العيد فيه..، وهذا شيء جميل وبادرة نبيلة، مع أنني لا أتوقعها أن تكون من أهم مهام سعادة المدير العام للصحة الموقر! وأتوقع أن تكون له مهام أخرى أهم من هذه بقليل. وقرأت أيضاً خبراً مزيناً بالصور هو الآخر أنه في اليوم نفسه أو قبله بقليل قام السيد المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية وليس المدير العام للصحة... بزيارة مفاجئة لأحد المستشفيات الحكومية في مدينة الدمام، وقام بعدها بتقديم خطاب شكر لمديرها ومسؤوليها لما وجده من رعاية والتزام بكل ما وجب عليهم القيام به من واجبات. ومع أنني لا أعرف كيف يرى الناس ما لا يراه سعادة مدير الشؤون الصحية، إلا أنني سأفترض أن حدس مدير المستشفى الحكومي إياه، ساعده في توقع هذه الزيارة المفاجئة، وقام بما يلزم لإرضاء سعادة مدير الشؤون الموقر. مع أنني أتساءل كمواطن له حق في أن يتساءل، لماذا تكون هناك تغطية إعلامية شبه استثنائية لمثل هذه الزيارات التي يطلق عليها مسمى"مفاجئة"؟! ولماذا يقوم مدير الشؤون الصحية باستصدار خطاب شكر لمدير ومسؤولي المستشفى المذكور؟! أليس ما قاموا به من جهود نالت رضاء واستحسان سعادة مدير الشؤون من صميم عملهم الذين يتقاضون عليه أجراً شهرياً؟! فلم الشكر على شيء من ضمن الواجب؟ ألا يقال: لا شكر على واجب؟! على أية حال، كل ما سبق ذكره أعلاه، قد لا يهم أحداً، فليكن للصحة بدل المدير مديران، وزيادة الخير... خيران! وسأضع نفسي ولو موقتاً كأي كاتب أو حتى أي مواطن عادي، يهتم بمعرفة المسؤول عن الأخطاء التي حدثت وتحدث وقد تحدث في مستشفياتنا الحكومية فقط. ومن هذا المنطلق، فإنه يوجد لدي مشروع زيارة مفاجئة لأحد المسؤولين المذكورين أعلاه. حيث توجد في البهو الداخلي لمستشفى الجبيل المركزي نافورة راكدة تمثل مستنقعاً قذراً، تُرى على سطح مائه طبقة بكتيريا كافية لإطلاق رائحة كريهة ولتربية يرقات بعوض كافية لإيذاء مرضى المستشفى وزواره! فهل نسمع عن خطاب شكر لمدير مستشفى الجبيل قريباً؟! [email protected]