يسود الخوف بين سكان مكةالمكرمة من انقطاع المياه أياماً طويلة، بسبب تحويل كميات كبيرة إلى المنطقة المركزية لتلبية حاجة المعتمرين الذين ارتفع عددهم مع بدء الإجازة الصيفية. وقال بعض سكان مكة في حديث مع"الحياة"، إن المياه تضخ إلى منازلهم يومين في الشهر، ما يضطرهم إلى الوقوف في طابور الانتظار أمام أشياب المياه فى منطقة دقم الوبر، لكن كثيراً منهم يعودون من دون الحصول على غايتهم،"لأن الصهاريج ملزمة بإعطاء الأولوية للفنادق في المنطقة المركزية". ووصل ثمن حمولة صهريج المياه مع ابتداء الصيف إلى 500 ريال، ما أجبر السكان على الذهاب إلى مياه زمزم في كدي لجلبها عبر جوالين صغيرة. وقال المواطن غازي العتيبى، الذي يسكن في حي العتيبية:"نعانى سنوياً من الانقطاع المستمر لمياه التحلية خلال المواسم، خصوصاً في رمضان وإجازة الصيف، ويصل ثمن حمولة الصهريج إلى مبالغ خيالية، إذ يتم تحويل مياه الشبكة إلى المنطقة المركزية، كما أن الصهاريج ملزمة بتلبية حاجة المنطقة المركزية على حساب السكان". أما فهد القرشي الذي يسكن في حي الشرائع، فيؤكد أنه وجيرانه يحصلون على حاجتهم من الماء من خلال صهاريج تعتمد بدورها على"الآبار". وأضاف:"ثمن حمولة الصهريج 250 ريالاً، إلا أنه يرتفع خلال رمضان إلى 600 ريال". وتابع:"نعاني على رغم أن خزان المليون متر مكعب لا يبعد عن الحي سوى 500 متر، إلا أننا لا نستفيد منه، فهو يغذي حي العوالي الراقي بالمياه". ويؤكد المواطن أحمد الغامدي أن هناك سكاناً في مكةالمكرمة لا تنقطع المياه عن منازلهم طوال الشهر."لعلاقتهم الجيدة مع مصلحة المياه". ويضيف:"لا يتم ضخ المياه لنا إلا يومين في الشهر، فيما هناك من تضخ له المياه يومياً، وحين نبدأ في البحث عن صهاريج المياه نجد أنها محجوزة للمنطقة المركزية، ما يدفعنا لشراء مياه الآبار وبأسعار مرتفعة". من جهته، أقرّ مصدر في مديرية المياه في مكةالمكرمة فضل عدم الكشف عن اسمه بوجود أزمة مياه في العاصمة المقدسة. وعزا المصدر السبب إلى دخول موسم الصيف والعمرة. وقال:"ارتفاع درجة الحرارة زاد من استهلاك سكان مكةالمكرمة للماء في الصيف".