أي وجع أصابنا؟... هل وجع القصيد ووجع الرأس على شاطئ الراحة، أم وجع الخيار والأسعار، هل وجع الانتماء للدين والعرق واللون والجنس والدم؟ ما الذي أصابنا وجعلنا غثاءً كغثاء السيل"لا أستبشر يا ولد"، الحال على ما يرام والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به أهل غزة وأهل العراق وأهل السودان وأهل لبنان وغيرهم. أنا متفاءل فأمتنا بخير، فهي أعطت خالد بن الوليد وصلاح الدين وعماد الدين زنكي والملك عبدالعزيز والشيخ عز الدين القسام والشيخ أحمد ياسين وعداً والقائمة تطول، وخيارنا محفوظ في ثلاجة السلام العالمي والسلام الاستراتيجي، وانتماء أمتنا معروف من المحيط إلى الخليج، ومساندتنا لأهل غزة ما لها مثيل، وتسونامي الدقيق والزيت والإعلام العربي بالصوت والصورة والتاريخ يكتب وقفتنا، والهلال الأحمر والأخضر والأسود كلهم في تعاون لفك الحصار. يا أهل غزة أنتم ليس أول من فرض عليكم الحصار، فرسولنا حاصره أهل قريش وأجلاف العرب في شِعب أبي طالب، وأكل أجدادكم من المسلمين الجريد وسعف النخيل وأوراق الأشجار، وربطوا على بطونهم الأحجار من الجوع، حتى انفك الحصار، وهذه معركة كتبت علينا ومن كتبت عليه رآها، فعلى رغم أننا أهل فضل وهمة ونجدة،"بس ما باليد حيلة"، والله يغفر تقصيرنا، فأصبح الوقوف معكم فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الكل"زي السلام عليكم"، فقاع الأمة سليم"أعني شعوبنا العربية الحرة الأبية من النيل إلى الفرات، ومن المحيط إلى الخليج"، فأهل غزة في حاجة إلى سواعد قوية وبطون ممتلئة وأجسام مكسوة. لكن أين السواعد التي هيأناها لهم، وأين البطون التي درأنا عنها الجوع، وأين الأجسام التي أنقذناها من العري في برد الشتاء القارس، وأين الدواء للمرضى؟ فهل لنا أن نحاسب أنفسنا بلسان أهلنا في غزة ماذا قدمنا لهم؟ فإن أقبح أنواع الجبن الخوف من الجهر بالحق خشية من ألسنة المبطلين، فيجب علينا ألا نتأخر عن كلمة الخير والحق، بحجة أنها لا تسمع، فما من بذرة طيبة إلا ولها أرض خصبة، فليس علينا إلا أن نقول الحق ونفعل الخير لأهل غزة وبقية المسلمين من باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً فما عاد من إخواننا ظالمون، بل هم اليوم مظلومون في كل أرض وتحت كل سماء... فإن قوة الأشرار بلاء، وقوة الأخيار دواء، وقوة المؤمنين شفاء من كل الأوجاع لأمتنا العربية المجيدة. [email protected]