لعل من المفارقات التي يعاني منها، مع الأسف، مجتمعنا حالياً اهتمامه ببعض القضايا الثانوية وتجاهله القضايا المهمة التي نعاني منها جميعاً في هذه البلاد المقدسة، التي يعلم الجميع أنها مستهدفة من أعداء الأمة، كونها قبلة الإسلام والمسلمين، وتحتل ثقلاً اقتصادياً يجعل الطامعين يصبون جام أهدافهم الخبيثة تجاهها من أجل تدمير شباب وشابات الأمة بكل السبل والمقاييس، فهم يركزون اهتماماتهم على التفاهات والترهات التي لا تضيف شيئاً مفيداً لمجتمعنا السعودي المسلم... متناسين عمداً، أو من دون عمد، أن لدينا قضايا حيوية تمثل الأولوية في حياتنا اليومية المعاشة، تتطلب منا جميعاً طرحها على بساط البحث لإيجاد حلول عملية وعلمية لها. ففي الآونة الأخيرة لوحظ اهتمام كثير من سيدات المجتمع، بطبقاته المختلفة وتنوع ثقافاتهن، بقضايا ثانوية لا تمت إلينا بصلة ولا تعنينا بشيء يذكر، وهي تأتي في ذيل قائمة اهتماماتنا فيشبعونها طرحاً وتناولاً وتداولاً على حساب قضايا حساسة تهم مجتمعنا السعودي المسلم... وعلى سبيل المثال، تزخر صحفنا المحلية اليوم بالكثير من الأطروحات والرؤى لقضايا بعيدة كل البعد عن مجتمعنا، وليست ذات قيمة تذكر، مثال على ذلك قيادة المرأة للسيارة، أو استخدام المساحيق وأدوات التجميل، أو اختيار نوعية معينة من الأزياء والعطور. إذاً ماذا تعني لنا كل هذه القضايا، إذا قادت المرأة السيارة أم لم تقدها؟ وهل هذه القضية تستحق منا الطرح والاهتمام وما الفائدة التي تعود على مجتمعنا في ما يطرح عن أحدث الموضات في عالم الأزياء والمساحيق وأدوات التجميل؟ كفى هذه الأطروحات التي تتسم باضاعة وقت القراء في ما لا يفيدهم ولا يعود عليهم بالنفع. ثم أليست هناك قضايا حيوية تستحق من الجميع التناول والطرح وإبداء الرأي والمعالجة بدلاً من هذه. فهناك قضايا كثيرة يعاني منها مجتمعنا اليوم، مثل"العنوسة والعنف الأسري والتطرف، وانتشار المخدرات والسلوكيات الخاطئة وكذلك التربية". أضف إلى ذلك قضايا الوطن الحيوية الذي نحن أبناءه ومن حقنا المشاركة في تنميته بدلاً من تناول الغث من الأمور! انظروا إلى ما يحدث في بعض الدول الأخرى، إذ الاهتمام ينصب على قضايا الوطن والمجتمع والأمة، والمشاركة في إحداث نقلة بتلك الأوطان، الوطن أيتها الفتاة المثقفة يحتاج منك لكل طرح جاد وهادف بعيداً عن الغث والضعف في الطرح الذي لا يفيد. ولا يفوتني هنا أن أنوه بما بلغته الفتاة السعودية من ثقافة وعلم وفهم نافست به من سبقتها في كثير من الدول، وما استغربه هنا أن هذه الفتاة المثقفة الواعية لم تسخر قلمها لطرح القضايا التي تهم وطننا ومجتمعنا، بل سخرته في ما لا يفيد ولا ينفع من قضايا ثانوية غير مجدية لا تصب في المصلحة العامة. وعلى الجميع تجنب الأطروحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وعلينا جميعاً التفكير ملياً في ما نطرحه، فنترك القشور ونهتم بالجذور والأساس، فنختار القضايا التي تهتم تنمية البلد والمواطن والمجتمع، فنكون عوناً وسنداً لدولتنا بالطرح الهادف الذي يصب في قنوات المصلحة العامة، كما أني ألوم الصحف ووسائل الإعلام التي أسهمت وساعدت في ما نعايشه اليوم من أطروحات لا تفيد. [email protected]