بعد هزيمة المنتخب الفرنسي من نظيره الإيطالي عنونت صحيفة"ليبراسيون"الفرنسية:"القميص الأزرق سقط"، موضحة عدم قدرة نجوم فرنسا الكبار على مجاراة الأزوري، وخروجهم من"يورو 2008"بأكملها صفر اليدين. لكن على رغم أن قرار اعتزالهما اللعب دولياً جاء في وقت يدمى فيه المنتخب الفرنسي من انتقادات الصحف الفرنسية اللاذعة، وخزي الأداء الباهت، والهزائم الثقيلة في"يورو 2008"، إلا أن تاريخ كل من مدافع فرنسا ليليان تورام، ولاعب الوسط كلود ماكيليلي الناصع في صفحة كرة القدم الفرنسية والعالمية، لا يمكن نسيانه بسهولة أو اختزاله في بطولة أو مباريات عدة. طعم هذا الاعتزال من دون شك تشوبه المرارة والحنق، في ظل أداء متواضع ظهر به تورام خلال الموسم مع ناديه برشلونة الاسباني، ثم الظهور بمستوى الأداء نفسه في بطولة الأمم الأوروبية، في مباراة هولنداوفرنسا التي انتهت 4-1 لمصلحة هولندا، ما جعل دومينيك يفضل بقاءه على مقاعد البدلاء في مباراة"الديوك"أمام أبطال العالم، مفضلاً إشراك لاعب الوسط المدافع اريك ابيدال في قلب الدفاع. وعلق تورام على هذا الاستبعاد قائلاً:"كان الاستبعاد صعباً، خصوصاً أنها مباراتي الأخيرة مع منتخب فرنسا، لدي شعور بالرغبة في الاستمرار باللعب على صعيد الأندية، لكن لا أعلم إذا كان هناك أي ناد يريدني بعد الآن". من نادي موناكو الفرنسي إلى بارما الايطالي إلى يوفنتوس الايطالي ثم أخيراً برشلونة الاسباني أثبت تورام أنه من أفضل المدافعين على مستوى العالم ، الذي يتميز بقوة البنيان وسرعة الحركة والمهارات العالية، مع الأندية التي لعب لها منذ أن بدأ في عام 1991 إلى الآن، ليتم اختياره بواسطة الأسطورة الكروية بيليه ضمن أفضل 125 لاعب كرة قدم حياً، فالبطولات التي أحرزها مع أنديته ومع منتخب بلاده، يصعب حصرها، ولكن أشهرها حصوله مع منتخب بلاده على كأس العالم 1998 في فرنسا، إذ قاد منتخب"الديوك"إلى الفوز أمام المنتخب الكرواتي بتسجيله هدفين، وهما الهدفان الوحيدان في مشواره الدولي. وشارك تورام رفاقه في منتخب"الديوك"في نيل لقب بطولة الأمم الأوروبية عام 2000، إثر الفوز الثمين على"الطليان"بضربات الترجيح. حقق تورام رقماً قياسياً كأكثر لاعب فرنسي شارك مع منتخب بلاده، وبلغ عدد مبارياته مع"الديوك"142 مباراة، وهو الذي وصفه أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان بأنه"روح الفريق الفرنسي وقلبه النابض"، بينما يراه البرتغالي فيغو"أفضل مدافع في العالم"واعتبره الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك"بطلاً وطنياً فرنسياً". يرى تورام أن مدافع روما الإيطالي فيليب مكسيس يعد الأفضل لخلافته، ولكن المدرب ريمون دومينيك لا يقتنع به واستبعده من اللائحة النهائية للمنتخب الفرنسي في"يورو 2008". وكان تورام قرر اعتزال اللعب دولياً بعد كأس أوروبا 2004، لكنه عاد إلى المنتخب بعد دعوة من زميله زين الدين زيدان، ليقدم أداء قمة في الروعة في"مونديال 2006"في ألمانيا وكان من أسباب وصول"الديوك"لنهائي هذا المونديال. علي الجانب الآخر، علق لاعب الوسط كلود ماكليلي على قرار الاعتزال قائلاً:"قدمت كل طاقتي وجهدي لقميص منتخب فرنسا، ليس لدي أي شعور بالندم لإنهاء مسيرتي الدولية الآن، وبعد هذه الخسارة بالتحديد". ولعب ماكليلي البالغ من العمر 35 عاماً 71 مباراة مع المنتخب الفرنسي، ويعتبر واحداً من أفضل لاعبي خط الوسط على مستوى العالم، لدرجة أن هذا المركز سمي ب"مركز أو دور ماكيليلي". بدأ ماكيليلي مسيرته الكروية مع نادي نانت الفرنسي، ثم لعب لنادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، قبل أن ينتقل إلى سيلتا فيغو الاسباني، ثم ريال مدريد الاسباني، ليحط الرحال أخيراً في نادي العاصمة الإنكليزية تشيلسي. وشارك مع المنتخب الفرنسي في أولمبياد 1996 وكأس العالم 2002 وبطولة الأمم الأوروبية 2004. وعلى خطى زميله تورام نفسها، قرر الاعتزال بعد كأس أوروبا 2004، إلا أنه عاد عن قراره، ليشارك منتخب بلاده في مهمته الصعبة في كأس العالم 2006، ليعلن بعد خسارة"الديوك"أمام ايطاليا في نهائي كأس العالم 2006 قرار اعتزاله مرة أخرى، لكنه كرر السيناريو نفسه قبل"يورو 2008"، ليعلن اعتزاله بعد خروج فرنسا من الدور الأول من البطولة نفسها.