اعتبر أستاذ علم النفس في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور تركي العطيان، أن غالبية المستشفيات تهمل علاج المدمنين نفسياً. وقال العطيان ل"الحياة":"من الأسباب المهمة والمؤدية للعودة للمخدرات، إهمال الاهتمام بالعلاج النفسي"، مؤكداً أن غالبية المدمنين يعودون إلى المستشفى بعد فترة قصيرة، خصوصاً مدمني الكبتاغون. وعن خطورة حبوب الكبتاغون، يقول العطيان:"الكبتاغون مضاف إليها مواد أخرى كيماوية تؤثر في الأعصاب لتنبيهها أو تخديرها، ما يسبب تذبذباً في الجهاز العصبي". ورأى أن هذه الحبوب تحوي مواد تستهدف إدخال الشخص في مرحلة إدمان مبكرة وسريعة، ليصاب بالهلاوس والقلق وضعف الإدراك بالزمان والمكان، مع الإصابة بالأرق وعدم النوم لساعات طويلة. وطالب العطيان بضرورة تنفيذ مشروع وقائي يستهدف تجنيب أفراد المجتمع تعاطي المخدرات بأنواعها من تجريب وغيره. وقال:"حينما نقي الفرد بتوعيته من أخطار وآثار الإدمان، فنحن بالفعل نحميه من التعاطي، حتى لا يصل إلى مرحلة إدمان بنوعيه النفسي والبدني". ورأى ضرورة أن"يتم العلاج نفسياً أولا ثم عضوياً واجتماعياً". وذكر أن من أهم أسباب فشل علاج المدمن نفسياً، ضعف برامج العلاج، وقلة الكوادر البشرية المؤهلة. وأوضح الدكتور عبدالرحمن السهلي أن هناك علامات واضحة لمتعاطي حبوب الكبتاغون، منها كثرة الحركة والكلام بلاوعي، المزاجية والشعور بالاضطهاد وإثارة الشغب وممارسة العنف من دون سبب، البلادة وصعوبة في التفكير والتركيز، ميول انتحارية عند التوقف عن التعاطي، عدم القدرة على النوم مع إرهاق وتوتر شديدين نتيجة وجود المادة المنبهة في جسمه. وقال السهلي ل"الحياة"، إن بعض الطلاب والطالبات يتعمد استخدام"الكبتاغون"فترة الاختبارات فقط، على أمل أن يقلع عنها في ما بعد،"وهذا أمر خطر، خصوصاً أن الكبتاغون يدمن عليها الشخص ولو استعملها لفترة قصيرة، ما ينتج منه أمراض نفسية وعقلية". من جهته، ذكر الأستاذ في قسم علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل أنه"في موسم الاختبارات يتناقل بعض الطلاب فكرة خاطئة عن الحبوب المنشطة، بزعم أنها تساعد على الاستذكار". وأضاف:"يروج لهذه الفكرة كثير ممن وقعوا فريسة للكبتاغون، لأن المدمن يود أن يرى الجميع يسيرون على نهجه، لأن هذا يخفف شعوره بالذنب". وأوضح أنه"في مواسم الاختبارات، ينشط مروجو الكبتاغون وينتهزون الفرصة لإغراء الطلاب بهذه المادة التي يزعمون أنها ستساعدهم على التفوق الدراسي". وتابع:"قد يقول قائل إن تعاطي الكبتاغون إنما يكون لفترة الاختبارات فقط، ومن ثم ينقطع عنها ولا يعود إليها. لكن الحقيقة أن الكبتاغون مادة إدمانية توقع المتعاطي فريسة لها، ولها تأثيراتها السلبية الآنية والمستقبلية، على الصحة والعقل والسلوك، والأسرة والمجتمع". ورأى أن الاعتماد على المخدر"هو عملية متطورة، أي بمعنى أن التعاطي يتطور نفسياً وجسمياً إلى أن يصل الشخص إلى مرحلة الإدمان وهو لا يدري"، لافتاً إلى أن العبارة التي تقول"أوله دلع وآخره ولع"تصدق بحق مخدر مثل:"الكبتاغون".