عادة ما يشاهد الجمهور الحاضر لمسابقات الجمال المتنافسات"يتبخترن"على خشبة المسرح،"مستعرضات"ما استطعن من"طاقاتهن"الجمالية. هذه المرة كانت مسابقة الجمال التي أقيمت مساء أول من أمس في قاعة الذكريات في العاصمة الرياض"مختلفة"، إذ"سيقت"الجميلات"سوقاً"بحبال في رقابهن، وبطريقة أبعد ما تكون عن"البخترة"، ذلك أن الجميلات لم يكنَّ سوى 24 جميلة من"الماعز الشامي". على رغم كون الجميلات من"الماعز"، إلا أن 24 من مجموع 200 ماعز شاركن في المسابقة، حصدن الجوائز المخصصة لمهرجان"الجمال لنوادر الماعز الشامي"، الذي تفاوتت جوائزه بين 3 سيارات، وعشرات الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى ألف كيس من"الأعلاف"! وشهد المهرجان حضوراً كبيراً من المتابعين والمنتجين والداعمين، إلى جانب حضور واضح للإعلاميين ووكالات الأنباء العالمية. وأوضح المشرف على المهرجان محمد البابطين ل"الحياة"أن اللقاء حظي بحضور نخبة من ملاك ومربي نوادر الماعز من السعودية ودول الخليج العربية وبعض الدول العربية، وعلى رأسهم ضيف شرف المهرجان، أحد كبار تجار الأغنام النجدية في الوطن العربي فيصل السعدون. وكشفت إدارة مجلس مزاد الجنادرية الدولي، الذي أقام المسابقة قبل بدايته، أن التقدير المتوقع لثمن الرأس الواحد من الماعز المشارك في المهرجان، سيتجاوز 30 ألف ريال للأنثى، بينما يتوقع أن يتجاوز سعر الذكر 150 ألف ريال، وأن الماعز التي ستفوز، ربما لن تقل قيمتها عن 50 ألف ريال، إلا أن أغلى سعر وصل إليه المزاد في المهرجان بلغ 75 ألف ريال للماعز المسماة ب"جفرة"، التي حققت المركز الأول في"الجذعات"، بينما توقع المتابعون أنه لو عرض الفحل"قهر"ولد"البلجيك"، الذي حقق المركز الأول في فئة الكبار للمزاد، ربما وصل سعره إلى 150 ألف ريال. وخصصت اللجنة المنظمة للمهرجان لجنة تحكيم مكونة من رئيس وعدد من الأعضاء، رشحتهم لما يتحلون به من خبرة في مجال نوادر الماعز من المربين والمهتمين، لتقوم لجنة التحكيم المختارة بدورها في فرز واختيار الماعز الفائزة، التي تتحلى بصفات مميزة أفضل من مثيلاتها. وأوضح ضيف شرف الحفلة أكبر الداعمين لمثل هذه المسابقات فيصل السعدون، أن تلك المسابقات تقام بمجهودات فردية، نتيجة هواة ومحبين، مشجعاً أن يكون لها دعم حكومي من رئاسة رعاية الشباب ووزارة الزراعة وغيرهما من القطاعات. ودعا السعدون إلى إنشاء جمعية مربي المواشي في السعودية، أسوةً بدول عربية أخرى، وجدت فيها مثل هذه الجمعية منذ نحو 60 عاماً مثل الأردن ومصر، لافتاً إلى أن مهمة هذه الجمعية العناية بمصالح مربي المواشي وكل ما يتعلق بالبادية، لتمثل همزة وصل بين المربين ووزارة الزراعة. وشهد المهرجان مشاركة سلالات معروفة ونادرة من الماعز الشامي، إذ ستكون هناك مشاركات لسلالات الفحل"العطاف"و"المعتدل"و"كلاي"و"الجلاد"بحسب الحاضرين. تصميم شجرة عائلة صمم هواة ومربو نوادر الماعز الشامي"شجرة عائلة"على غرار ما تفعله بعض الأسر للتعريف بانتماءاتها وأصول قبيلتها، إذ قاموا بتصميم شجرة لعائلة السلالات النادرة، توضح صلة القرب والبعد من بعض الماعز والتيوس التي ذاع صيتها. وقال أحد منظمي المهرجان وكبار منتجي نوادر الماعز الشامي محمد الحواسي إن هذه المسابقة جاءت لإيجاد روح المنافسة بين منتجي الماعز الشامي، إلى جانب خلق ثقافة في السعودية عن هذه الهواية التي امتدت لأكثر من 30 عاماً. وأوضح الحواس أنه شارك في مسابقات عدة، وحصل على المراكز الأولى في بعضها من خلال ما يمتلك من الماعز الشامي، الذي يقدر ب 150 ألف رأس. موقع على"الإنترنت" ولم يكتف هواة ومنتجو نوادر الماعز الشامي بإقامة المسابقة، والدعوة إلى تبنٍ رسمي لها، بل أسسوا موقعاً لاستقبال طلبات الراغبين في المشاركة بالمسابقة، يوضح شروط المشاركة وجميع المتطلبات من الملاك، كما يوجد في الموقع دليل بكل فعاليات مهرجانات"نوادر الماعز".