ثلاثة أعوام من انقطاع المياه المتكرر في مدينة حائل انقضت أخيراً، جف خلالها حبر الأقلام من كثر الشكاوى التي قدمها السكان إلى الجهات المختصة هناك،"لكن من دون جدوى"كما يقول عدد من سكان المدينة الذين قابلتهم"الحياة". ما أن تحل مشكلة المياه في أحد الأحياء، حتى تبدأ المشكلة ذاتها في حيين أو أكثر، ما دفع سكان الأحياء إلى الاعتماد على صهاريج المياه بعد أن قنطوا من ظهور حل رسمي - على حد قولهم. الاستعانة بالصهاريج حلت جزءاً من المشكلة"وقتياً"، لكنها تسببت بمشكلات أخرى عدة لم تظهر بداية، فمع ازدياد الطلب على الصهاريج، بات الحصول عليها أمراً ليس بالسهل، إضافة إلى ارتفاع أسعارها، التي باتت تثقل كاهل السكان"مادياً"، إذ يصل استخدام بعض الأهالي إلى ثلاثة صهاريج من المياه في الأسبوع. بقدوم الصيف تبدأ مشكلة انقطاع المياه بالظهور في كل مناطق السعودية، ومن ضمنها حائل، لكن الأهالي هناك يشخصون الحالة بأنها لم تعد"سحابة صيف"قد تمر بانتهاء الصيف، فالمشكلة عمرها تجاوز الثلاثة أعوام، من دون أن تنقشع السحابة. يقول المواطن فهد العنزي الذي يسكن حي المطار:"كانت المياه تصب بانتظام داخل خزان المنزل بتدفق عال كل أسبوعين أو 17 يوماً على الأكثر، ما يساعد في امتلاء الخزان بالمياه، ويفي بالاستهلاك المعتاد". ويضيف:"منذ نحو ثلاثة أعوام أخذت فترات الانقطاع تطول، لتزيد على 25 يوماً، وأحياناً تتجاوزها إلى الشهر، إضافة إلى كون تدفقها ضعيفاً لا يكفي حتى لامتلاء ربع الخزان، ما دفع بعض السكان إلى التزود بمياه الصهاريج أكثر من ثلاث مرات خلال الأسبوع الواحد". وأكد أن هذا الأمر جعل من ساكني وحدته معتمدين بشكل رئيسي على مياه الصهاريج، ما أدى إلى رفع أسعارها إلى الضعف، خصوصاً مع حلول الصيف. ويؤكد المواطن طلال الفهيد من سكان حي الزهرة، أنه يضطر هو وجيرانه نتيجة صغر خزان وحدتهم السكنية إلى الاعتماد على مياه الصهاريج طوال الشهر منذ بداية أزمة مياه المشروع، لافتاً إلى أن هذا الأمر أصبح يستنزف أموالهم وأوقاتهم، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار مياه الصهاريج ووصول سعر الصهريج الواحد إلى 220 ريالاً، بعدما كان لا يتجاوز ال160 ريالاً. في المقابل، يعزو سائق أحد صهاريج المياه مطلق فلاح، سبب الأزمة إلى ضعف ضخ مياه المشروع إلى المنازل وانقطاعها المتكرر، موضحاً أن ارتفاع الإقبال على الصهاريج أدى إلى رفع أسعارها بشكل تلقائي. من جانبه، أكد مصدر مطلع في فرع مصلحة المياه والصرف الصحي في حائل أن مشكلة انقطاع المياه عن منازل سكان الأحياء تعود إلى جملة من الأسباب، أبرزها قلة المياه المتوافرة للتوزيع من مصادر المياه، إضافة إلى وجود مشكلات في شبكة توزيع المياه. ولفت إلى أن مديرية المياه تقوم باستبدال الصمامات القديمة بخطوط جديدة لتحسين أعمال توزيع المياه بين الأحياء، واستبدال الكثير من الخطوط القديمة للحد من فاقد المياه، وتوسعة خزانات المياه الخاصة بالتوزيع، واستبدال الشبكات الداخلية.