ربما لم يخطر على بال سعاد أحمد، حين سجلت اسمها مساء أول من أمس، مع مئة فتاة أخرى، في أحد الأندية الرياضية الخاصة، في مدينة الخبر، أن تصبح حاملة أثقال، ولكنها حتماً تحلم أن تتخلص من الأثقال التي يحملها جسدها، بعد أن تجاوزت حاجز المئة كيلوغرام. ولا تعد سعاد، التي تسير في عقدها الثالث، مُنفردة بين السعوديات بالوزن الثقيل، فبحسب نتائج دراسة، أجرتها جامعة الملك فيصل في الدمام، قبل نحو ثلاثة أشهر، تبين ارتفاع معدلات السمنة بين السعوديين، أكدت تفوق الإناث على الرجال في هذا الجانب. وغطت الدراسة عدداً من المناطق السعودية، وشملت عينات من مختلف الفئات العمرية، خصوصاً الطالبات، وتوصلت إلى أن"نسبة السمنة بين السعوديين تتجاوز ال75 في المئة، وفاقت بين النساء 70 في المئة، فيما كانت النسبة بين صفوف الرجال 65 في المئة". وشجعت نتائج هذه الدراسة الأميركي غاري هيغن وزوجته، على إنشاء نادٍ رياضي في السعودية، نظراً"لارتفاع معدلات السمنة فيها، وحاجة النساء إلى الرياضة واللياقة البدينة"كما تقول الزوجة. فيما توضح المديرة الإقليمية للنادي سهير حمدان، أن هذه الخطوة جاءت"استجابة لمطالب السعوديات، لزيادة رشاقتهن ولياقتهن البدنية"، موضحة أن التمارين تهدف إلى"الحد من الأورام وتصلب الشرايين وهشاشة العظام". وتقوم فكرة النادي، الذي يحمل شعاراً"لا رجال، لا أدوات تبرج، ولا مرايا"، على"التخلص من الوزن، وشد العضلات خلال 30 دقيقة، بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، وخلال ستة أسابيع، تتمكن المرأة من خسارة 1.5 إلى أربعة كيلوغرامات شهرياً، كما يتقلص خصرها بمعدل 10 إلى 14 سنتيمتراً"، كما تقول حمدان، التي توضح أن هذه التمارين"ساعدت أربعة ملايين امرأة حول العالم، على تحقيق نتائج ايجابية وسريعة، شريطة الحفاظ على النظام الغذائي المتوازن"، مشيرة إلى دراسة أميركية"أثبتت ضرورة ممارسة المرأة لرفع الأثقال، لشد العضلات، وزيادة صلابتها، وعدم ترهل الجسم، ما يقلل من معدلات الإصابة بهشاشة العظام، المنتشر بكثافة في المملكة". ويوفر النادي أجهزة تساعد على شد العضلات، وتخسيس الوزن، وتسريع حرق الدهون، للتخلص من الأمراض التي قد تنجم عنها، إذ تعتمد الأجهزة الرياضية على القوة الهوائية وسرعتها. ويحوي البرنامج الرياضي أساسات عدة، منها النشاط التمهيدي، وتمارين القلب، وتدريب القوة، والتهدئة كي تتعرف المرأة على طبيعة جسدها، وما يحتاج إليه من اهتمام. واستعرضت اختصاصية التغذية سماح صافية، البرنامج الغذائي لمن ترغب في الحفاظ على صحتها، مشيرة إلى المبادئ الأساسية التي تعتمد على"التنويع في الطعام، وتحفيز عمليات الايض من دون الشعور بالجوع، مع تقليل تناول الأغذية المحتوية على سعرات حرارية"، محذرة من"النمط الغذائي المتبع في السعودية، وبخاصة بين النساء". وأشارت إلى أهمية النوادي الرياضية، مع غياب التربية البدينة ومادة الرياضة في المدارس، إذ ستسهم في توسيع ثقافة المرأة، والاهتمام في هيئة جسدها، والتقليل من خطورة الأمراض الناجمة عن السمنة، كالضغط والسكري".