أعرب عدد من المعلمين في محافظة جدة عن خيبة أملهم من حركة النقل الخارجي لهذا العام، ووصفوها بأنها مخيبة للآمال، مشيرين إلى أنهم كانوا يعوّلون كثيراً عليها، قبل أن تعصف بأحلامهم التي عاشوها وتأملوها طوال الفترة الماضية. ويؤكد هؤلاء المعلمون أنهم مكثوا ما يقارب من ثماني سنوات في الخدمة أمضوا نصفها في محافظة جدة، على اعتبار أنه لم يحالفهم الحظ في النقل لهذا العام. وأبدى عدد من المعلمين في تصريحات إلى"الحياة"رغبة شديدة في إيجاد حركة نقل إلحاقية تسهم في تحقيق تطلعاتهم في النقل، آملين من قيادات وزارة التربية والتعليم وفي مقدمها وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد، ونائبه لشؤون تعليم البنين الدكتور سعيد المليص النظر في تحقيق هذا المطلب أسوة بحركة النقل الإلحاقية للمعلمات. يقول المعلم عبدالله مرزوق"كنت أتوقع نقلي لهذا العام، ولم يخطر ببالي أبداً خلاف ذلك، عطفاً على خدمتي التي قاربت الثماني سنوات، وبدخول العام الدراسي الجديد أكون أكملت أربع سنوات في محافظة جدة كما تنقلت قبلها بين عدد من المدن". ويضيف:"أنا من خريجي كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة، وزملائي الذين تخرجوا قبلي بعام دراسي واحد نقلوا إلى مكةالمكرمة في سنتهم الخامسة من الخدمة في التعليم". وهنا يتساءل مرزوق"لماذا نمكث نحن كل هذه السنوات ولا يشملنا قرار النقل؟ ففي كل عام نمني أنفسنا أن النقل سيكون حليفنا، وتتلاشى أحلامنا مع صدور كل حركة نقل، ونراجع إدارات التعليم للاستفسار عن عدم نقلنا، بناء على توجيه المسؤولين في وزارة التربية والتعلم بأن على الذين لم يحالفهم الحظ مراجعة الإدارات التابعين لها لمعرفة السبب في عدم نقلهم، على رغم علمنا بأننا لن نجد سبباً مقنعاً لذلك". أما المعلم أحمد سليمان من تعليم محافظة جدة تخصص"مكتبات ومعلومات"فيؤكد أنه تفاجأ كغيره من المعلمين بعدم نقله في حركة النقل لهذا العام، مشيراً إلى أنه كان شبه واثق من صدور قرار نقله لخدمته التي يعتقد أنها تؤهله للنقل بعدما أمضى في العمل في سلك التعليم ثماني سنوات دراسية. ويشير سليمان إلى أنه"لا يعلم طريقة التعامل مع ضوابط النقل التي حددتها لنا الوزارة، وتتضمن الأداء الوظيفي، وسنوات الخدمة، والغياب بعذر وبغير عذر... مع التزامنا إلى حد كبير بشروط النقل ومنها أننا حصلنا على درجات عالية في الأداء الوظيفي بلغت 98.99 في المئة، ولا توجد لدينا أيام غياب سوى يوم أو يومين بعذر، بل إن بعضنا لا توجد لديه أيام غياب، إلا أن كل ذلك لم يسعفنا للنقل". ويرجح المعلم ماجد الحربي أسباب عدم نقل العديد من المعلمين الراغبين إلى عدم التعيين الكافي للمعلمين في بداية كل عام دراسي، واصفاً ذلك من وجهة نظره"أنه السبب الرئيس في عدم نقلنا لسنوات عدة". ويشير إلى أنه من خريجي عام 1418ه ولم يعين في العام الذي يليه وعمل في مدرسة أهلية لمدة عام، وصدر قرار تعيينه معلماً على ملاك الوزارة عام 1420ه، وأمضى إلى الآن تسع سنوات في مهنة التدريس منها سنة دراسية في مدرسة أهلية، ويعمل الآن معلماً في تعليم محافظة جدة وهو من سكان مكةالمكرمة. ويوضح أنه يقطع يومياً مسافة 184 كيلومتراً ذهاباً وإياباً من وإلى موقع المدرسة ما يسبب له إرهاقاً وتعباً كبيرين، فضلاً عن التعرض للحوادث المرورية، موضحاً أن وزارة التربية مسؤولة مسؤولية تامة عن سلامة المعلمين، ويجب عليها ? على حد تعبيره ? أن توفر لهم وسائل الراحة، ومنها تحقيق رغبتهم في النقل الخارجي، مؤكداً أنه في كل عام لا يكتب إلا مكةالمكرمة كرغبة أولى فقط، ومع ذلك لم يحالفه الحظ والكثير من زملائه في حركة النقل الحالية. ويضيف قائلاً"لا ندري إلى متى سنمكث من دون نقل في ظل عدم تعيين معلمين جدداً إلا القليلين جداً ممن يحالفهم الحظ في كل عام، على رغم حاجة المدارس في ظل فتح مدارس جديدة في جميع المناطق، وفي ظل تقاعد العديد من المعلمين باكراً أو عند بلوغ السن النظامية، ضارباً مثلاً في هذا العام الدراسي الحالي 1426 و1427ه، إذ عينت الوزارة 3500 معلم لجميع الاختصاصات، في حين كانت تصل أعداد المعلمين المعينين سنوياً إلى نحو 11 ألف معلم، في وقت تشكو فيه مدارس كثيرة في المدن والقرى من قلة عدد المعلمين. ويتهم الحربي وزارة التربية بأنها تسعى إلى الترشيد ما أمكن في تعيين معلمين على رغم حاجة المدارس الماسة للمعلمين في جميع الاختصاصات، ويقول"كلما زاد عدد المعلمين المعينين في كل عام دراسي زاد عدد المعلمين المنقولين سواء للنقل الداخلي أو الخارجي". وأضاف أنه إذا لم تزد الوزارة عدد المعينين في العام الدراسي المقبل فستستمر معاناة المعلمين المحرومين من النقل، ويقول إنه في هذا العام بدأت تباشير التعيين عندما نقلت الصحف المحلية عزم الوزارة تعيين 6500 معلم فقط للعام الدراسي المقبل 1427 و1428ه، ويقول:"بكل آسف مازلنا ندفع ثمن الترشيد الذي تتبعه وزارة التربية في قلة عدد المعينين التي يترب عليها في المقابل عدد المنقولين".