يرى الأكاديمي محمد النجيمي أن السبب في حرمان النصر من البطولات وفوز الهلال بها في بعض الأحيان هو التحكيم غير العادل في ما مضى، ويشير إلى أن الرياضة للنساء تشترط لها ضوابط وشروط، ويرى إلزامية أخذ رأي هيئة كبار العلماء في هذا الخصوص وإصدار فتوى بشأنها. ويرى النجيمي أن الرياضة عندنا"مؤسلمة"مسبقاً، فيما يشتكي من فرح الناس المتهور بالفوز وتعرض الأرواح للخطر... فإلى التفاصيل: متى كانت للرياضة صولات وجولات في حياتك؟ - مارست الرياضة فترة وجيزة، وتركتها قبل أكثر من عشرين عاماً. هل سبق أن سرقتك الرياضة من اهتمامات أخرى؟ - أبداً كنت أمارسها بشكل محدود، ولم تسرقني من نشاطاتي العلمية. أي الرياضات تمارسها باستمرار؟ - حالياً رياضة المشي وأصبحت منذ عامين رياضتي الأكيدة، التي احرص عليها باستمرار. أنت كنت من مشجعي النصر، ما الذي جعلك تُحب هذا الفريق؟ - السبب هو الأمير عبدالرحمن بن سعود قبل 20 عاماً، فهو كان رجلاً صريحاً وصادقاً في نقده للرياضة السعودية، وتشعر بأنه يتحدث من الواقع ولا يجامل، وفي ظني انه سبب حب الجماهير للنصر، وهو من أكسبه وهجاً في تلك الفترة. وهل تحن إلى النصر الآن؟ - أحن إليه وإذا رأيته خاسراً أحزن، وأتذكر أيام الأمير عبدالرحمن، وأحن لنجاحات تلك الأيام الخوالي. يقول البعض إنك من المشجعين المتعصبين لهذا الفريق الكبير؟ - هذا غير صحيح، فأنا تركت تشجيعه منذ زمن، وحتى عندما كنت أشجع لم أكن متعصباً أبداً، فالتعصب يفسد الأعمال حتى وإن كانت رياضية. أي أحداث النصر مازالت عالقة في ذكرك؟ - ربما هي المباريات التي يُهزم فيها النصر بسبب حكام غير محايدين. وأظن أن المتابع حتى لو كان على غير دراية كاملة بالرياضة، فسيعرف متى تكون النتيجة غير صحيحة وبسبب من. ومن من لاعبيه يسكن ذاكرتك ويطربك أداؤه؟ - ماجد عبدالله ويميزه أنه محترف وغير عنيف ومؤدب في لعبه. هل فرحت ببطولته الأخيرة؟ - وهل حقق بطولة أخيراً! لم أكن أعلم أنه حصل على بطولة أخيراً قبل أن تخبروني، وبما أنه حصل عليها فأنا نعم أفرح لأجله. هل تستطيع مشاهدة مبارياته بالكامل؟ - لا، لا أشاهد أية مباراة حالياً بسبب انشغالي. يقال إن أفراد عائلتك ينقسمون بين الأهلي والنصر، فلمن الغلبة؟ - إخوتي يتقاسمهم الأهلي والنصر، وللهلال نصيب قليل منهم، وهذا عموماً غالب على أهل المنطقة الجنوبية. هل تزعجك بطولات نادي الهلال، وما رأيك فيه؟ - أبداً لا تزعجني الآن، ربما في ما مضى، إذ رأيت أنهم يحصلون على البطولة بسبب تحكيم غير عادل. هل تسمح لبناتك بتشجيع الأندية؟ - لا أفضّل تشجيعهن للأندية، لكني لا أفرض المنع عليهن. وهن يرونها ليست لائقة بهن. شبهات الحلال والحرام في الرياضة؟ كيف تراها؟ - إذا كانت الرياضة تلهي عن العبادات، وفيها تعصب، فهي مذمومة مثلها في ذلك مثل أي عمل ينهج به نهج غير صحيح، والرياضة إذا بُنيت على تعصب تؤدي إلى نتائج وخيمة، ويشاركها في ذلك التشجيع الهمجي تصبح غير مقبولة ومؤذية. عندما يتحدث بعضهم مؤكداً أن الرياضة من بروتوكولات حكماء صهيون، ماذا تقول له؟ - صدق من يقول ذلك في حالة واحدة إذا كانت تأخذ أكبر من حجمها وتتقدم مصالحها على المصالح الوطنية فهنا هي بروتوكولات صهيونية تؤخر تنمية المجتمع. فمن غير المعقول أن ترمي دول أموالها على الرياضة وتترك المنافع الأخرى التي تهم المجتمع. كثر الحديث عن ظاهرة سجود اللاعبين بعد الهدف، ما تعليقك عليها؟ - أراها كما قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عنها السجود لا يكون إلا لحصول نعمة أو نقمة ولا أرى أن الفوز في مباراة واحدة من هاتين، وبذلك لا يستحق السجود. يطالب بعضهم ب"أسلمه الرياضة"؟ ما تعليقك على هذه المطالبة؟ - أتفهم هذا، وأظنهم يقصدون أن يكون اللباس ساتراً لما بين السرة والركبة، وأن الرياضة التي يمارسونها لا يتعارض وقتها مع العبادات، وأيضاً ألا يستقدم مدرب معاد للإسلام وهذا الحاصل في الرياضة السعودية إذن هي"مؤسلمة"مسبقاً. ألا ترى أن انشغال الشباب بالأجواء الرياضية سيكون حاجزاً يمنعهم من الانحراف بأنواعه؟ - الاشتغال بالرياضة مفيد إذا تزامن مع توعية جيدة للشباب، التي ستكون فعلاً مانعاً لهم عن ممارسة الانحراف. الرياضة النسائية عندنا هل هي ضحية العادات والتقاليد أم للإسلام دور في ذلك؟ - إذا أريد بها أن تمارس في المدارس، والأماكن المغلقة والمخصصة لهن فلا أرى مانعاً من ذلك بشرط عدم الاختلاط وأن تمارس رياضات لا تؤثر على الأبكار منهن وألا تكون عنيفة حتى لا تخرج المرأة عن طبيعتها. وأرى أفضلية استصدار فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في المملكة بهذه الضوابط حتى لا تكون ممارسة المرأة للرياضة عرضة للجدل. عندما تسمع عن عقود اللاعبين ومكافآت البطولات، هل تحدثك نفسك بشيء؟ - أتأسف لماذا الرياضة تأخذ كل هذا الاهتمام والدعم بينما لا نسمع أن عالماً ما كُرم من رجال الأعمال بتلك الطريقة التي يذاع بها عن اللاعبين. هل ترى عيباً في أن تحضر مباراة في الملعب؟ - لا يليق بنا نحن طلبة علم شرعي ومشائخ أن نحضر إلى الملاعب، لأن فيها نوعاً من عدم المروءة، ثم أن الناس لم يتعارفوا على ذهاب المشائخ إلى مثل هذه المناسبات"والعرف محكّم شرعاً وقانوناً". لو اجتمعت برئيس الاتحاد السابق منصور البلوي، عن ماذا ستحدثه؟ - لو قابلته سأطلب منه أن يقدم دعماً للموهبين والمبدعين. مباريات المنتخب، هل تفرغ نفسك لها؟ - للأسف لا أجد وقتاً لذلك. هل تفرح بفوز المنتخب؟ - لا أبداً لا أفرح، لأن الفوضى ستضرب أطنابها في مدينتي الرياضوجدة خصوصاً ولن نستطيع الحركة، وأذكر أن مسؤولاً أمنياً سُئل قبل سنوات لماذا لا تسمح السعودية بقيام الأحزاب السياسية فأجاب:"إذا كانت الأندية الرياضية أحدثت فوضى في الشوارع عند فوزها وخرج المئات من رجال الأمن لحفظ الأمن، فما بالكم إذا قامت الأحزاب السياسية!".