منذ ال26 من نيسان أبريل الماضي بدأت أسماء اليحيى برنامجاً يوميّاً جديداً، تستيقظ فيه صباحاً وتفتح صفحة البحثGoogle على"الإنترنت"، لتتابع أخبار ابنها"فاروق الزومان"، الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، وتعرف اليحيى أين يوجد ابنها، وماذا يفعل أيضاً، بل وتهاتفه يومياً لكنها لا تقتنع بكل هذا، لتطمئن عليه بل تواصل استقصاء أخباره عن طريق مواقع البحث. وفاروق الزومان الذي تبحث عنه والدته هو أوّل سعودي يخوض مغامرة تسلّق قمة جبل إيفرست، وبالنسبة لها فإن ابنها فاروق الحائز شهادة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد من جامعة أوريغن في الولاياتالمتحدة الأميركية يبقى طفلاً صغيراً في نظرها مهما كبر، وتتذكر قائلة:"كانت تستهويه الأشياء الصعبة منذ طفولته، وكان طموحه كبيراً وكثير الأسئلة". أسماء اليحيى تعمل مشرفة تربوية في إدارة رياض الأطفال في منطقة الرياض، كما أنها حاصلة على ماجستير في أصول التربية، تقول في حديثها عن ابنها المغامر:"سبق أن غاب فاروق عني وعن أسرته سبع سنوات أثناء دراسته في أميركا، وفي السنة الأولى لمغادرته أصبت بحالة نفسية سيئة جداً، ولم أستطع مقاومة السفر إليه بعد 6 أشهر وهو ما كان بالفعل، إذ سافرت إلى مدينة ريفر سايد في كاليفورنيا حيث يقيم، وبقينا أنا ووالده شهراً حتى اطمأننا بالفعل على جميع أوضاعه". وبدأ فاروق الزومان التمهيد لوالديه حول رغبته في المغامرة بتسلّق"إيفرست"منذ كان مقيماً للدراسة في أميركا، تقول والدته:"قبل تخرجه قمت وأسرته بزيارته لمدة 40 يوماً تنقّلنا فيها من سياتل غرباً وحتى شلالات نياغرا شرقاً ومن أورلاندو في الجنوب الشرقي حتى يوجين في وسط أميركا، وخلال تلك الفترة أخبرنا أنه قام بتسلّق جبل هالي لالا في ماوي في ولاية هاواي، الذي يبلغ ارتفاعه 3055 متراً، وجبال الأخوات الثلاث في ولاية أوريغن، الذي يبلغ ارتفاعه 3074 متراً، وجبل شاستا في ولاية كاليفورنيا والبالغ ارتفاعه 4322 متراً، إضافة لجبل رينير في ولاية واشنطن الذي يرتفع 4344 متراً عن سطح الأرض". وتضيف:"بعدها قال لنا فاروق إنه ينوي تسلّق قمة إفريست، فاعترضنا على ذلك وقلنا إن ذلك صعب، لكنه ألحّ علينا واستطاع إقناعنا، مؤكداً أن الصعوبة لا تعني الاستحالة، وما إن عاد إلى الرياض حتى بدأ يمهد لنا الأمر من جديد، وبدأ البحث والسؤال حول الإجراءات والأنظمة التي قد تساعده في إنجاز حلمه، حتى أخبرنا بحماسة شركة الطارق للإعلام التي التحق بالعمل بها بعد عودته تجاه الفكرة وبتأمين رعايته ودعمه كمتسلق سعودي بمشاركة سلسلة مطاعم كودو، علماً بأنه رفض الذهاب ما لم نوافق أنا ووالده، فوافقنا بعد أن طمأننا". وتقول أم فاروق إنها تتابع أخبار ابنها يومياً عن طريق الاتصالات متى ما توافرت، كما أنها تبحث عن أخبار فاروق في الصحف والمنتديات، وقد حددت مجموعة من المواقع التي تتابع أخباره خصوصاً موقع الفريق، كما أنها على اتصال دائم بمدير المشروع. وتضيف:"لم يعجب الجميع ما قام به فاروق، بعض الأقارب لاموني على موافقتي له على الذهاب لهذه المغامرة، بل إن أحدهم تساءل عن جدوى تسلق القمة، ولماذا لم يستخدم المغامرون التلفريك للوصول إلى إيفرست! لكنني لا أعير هذه الآراء اهتماماً، خصوصاً أنهم لا يدركون معنى التحدي بالنسبة للشباب، ومعنى رسوخ هذا المفهوم المقرون بالإصرار في عقولهم وأثره على النجاح في حياتهم، وتضيف أن البعض كانوا على خلاف ذلك إذ كانت آراؤهم إيجابية". ويقضي الزومان الأيّام القليلة المقبلة في النيبال كفترة راحة، استعداداً لدخول المرحلة الثانية من الرحلة في 12 أيار مايو إذ سيتعيّن على الفريق التسلّق للمعسكر الثاني لتهيئتهم لدخول المرحلة الثالثة من الاستعدادات. وبدأ فاروق رحلته ضمن فريق عالمي في ال26 من أبريل، على أن تستمر حتى ال27 من مايو، وهو موعد وصول فريق التسلّق إلى أعلى قمة في العالم.