سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وصف صحة البيئة في السعودية ب "السيئة" ... واعترف أن التنسيق بين القطاعات الصحية "شبه مفقود" . الهليس : عندما تتغير الإدارات الطبية تتغير الأولويات ... والمراكز الصحية تحتاج إلى إعادة نظر
مشوار طبي طويل شهد خلاله استشاري جراحة القلب المميز الدكتور زهير الهليس أصنافاً من"قلوب البشر"، واستحق لذلك أن يوشّح صدره بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بعد أن صنف ضمن أمهر عشرة جراحين في العالم. يسكنه عدد من الطموحات، ويستبعد التقاعد ما دام قادراً على العطاء، لديه قناعة بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في مجال"طب وجراحة القلب""إذ يؤكد أنه ما زالت هناك نقاط يتوجب فك رموزها واستمرار البحث العلمي فيها، يقول الدكتور زهير:"أعتبر أن من يصف مستشفى الملك فيصل التخصصي بأنه حقل تجارب للأطباء فقط مجحف في حقنا، فهذا من سوء الفهم لأهمية البحث العلمي الذي تنتهجه الدول الساعية إلى التطور"ويضيف في حواره مع"الحياة":"نحن نوقف القلب لإصلاحه ثم نعيده للعمل مرة أخرى". مبدياً امتعاضه من البيئة الصحية"كل يوم نرى عدم اكتراث المواطنين بصحة البيئة على مختلف المستويات، ونظرة واحدة إلى شاطئ من شواطئنا تكفي"... فإلى التفاصيل في البداية... كيف تقرأ تكريم خادم الحرمين أخيراً لك؟ - كان تكريم خادم الحرمين الشريفين لي حلماً أصبح حقيقة. جعلني أحس بالفخر والاعتزاز والرضا على ما قدمت لهذا الوطن والرغبة الشديدة بالاستمرار في هذه المسيرة لعطاء أكثر، إن مثل هذه اللفته من مقامه هي تكريم للأطباء ولمهنة الطب، وأعتبرها دعوة عامة للعمل الجاد والإخلاص، لأن هذا العمل سيؤدي إلى إنجازات تستحق التكريم. كثيرة هي الجوائز التي حصلت عليها... وكثير هو احتفاء المحافل الدولية بك... ماذا يمنحك كل هذا؟ - يمنحني هذا الثقة ويعتبر ذلك دليلاً على أن أبناء هذا الوطن قادرون على مقارعة أقرانهم في مختلف البلدان وفي شتى المجالات. يجعلني ذلك أيضاً أشير إلى أبناء بلدي قائلاً إن استطعت أنا أن أقدم ما يستحق التكريم فأنتم أيضاً قادرون على ذلك عسى أن يكون ذلك حافزاً لهم إن شاء الله. ولو نظرنا إلى حولنا لوجدنا عدداً لا بأس به من إنجازات زملائي الأطباء في مجالات مختلفة، وخير مثال ما وصلنا إليه من خبرات عالمية في مجال فصل التوائم، والقدرة على العطاء تحتاج إلى صقل حتى تظهر ومن هنا تظهر أهمية القدوة الحسنة والتدريب الصحيح والتلمذة على أيدي أصحاب الخبرة. الطب والصدفة والبدايات دعنا نعد لبداياتك... ما الذي جعل بوصلتك تتجه إلى الطب كتخصص دراسي؟ - كان اتجاهي إلى الطب بمحض الصدفة. لم يكن هناك في مخيلتي أي مجال معين أريد الدخول فيه. في العام الذي تخرجنا فيه من الثانوية العامة، وهو 1969، ألغي الابتعاث الخارجي من الدولة وافتتحت كلية الطب في جامعة الملك سعود في الرياض. رأيتها فرصة وقتها لأن أكون مع أول دفعة تتخرج من أول كلية طب في المملكة. لم أندم يوماً على اختياري هذا المجال ولو أعيدت لي الكرة لاخترته مرة أخرى. أنت أول مبتعث للمستشفى التخصصي... حدثنا عن تلك التجربة؟ - كانت تجربة جميلة ولا شك. صحيح أنه كان هناك صراع وقتها للحصول على بعثة من هذا المستشفى، إذ إن إدارته كانت مستقلة. وكان وزير الصحة وقتها الدكتور حسين عبدالقادر الجزائري، وقد كان له - مشكوراً - الأثر الكبير في إجبار المستشفى على ابتعاثي.ثم أصبح حق الابتعاث بعدها لجميع من وظّف في المستشفى من الأطباء السعوديين. وأنا أحمد الله على أنني أول من سنّ هذه السنّة الحسنة، وأرجو من الله أجرها إلى يوم القيامة. لا أستطيع القول إن الابتعاث عن طريق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض منحني فضاء أوسع للإبداع، ففي رأيي أن جميع الجهات التي تقوم بابتعاث الطلاب تعطيهم الفرص للإبداع. إن حب العمل والاخلاص وحب التنافس والرغبة في التميز والطموح هو ما يعطي الإنسان وصفة الإبداع. مستشفى التخصصي والإنطلاقة لأن انطلاقتك بدأت من المستشفى التخصصي... هل منحتك فرصاً أكثر للإبداع؟ - عندما عملت في مستشفى الملك فيصل التخصصي كانت بداية جراحة القلب المفتوح فيها وهذا ما جعلني أتعرف على هذا التخصص في رحلة باكرة من حياتي العملية. أحببته لأنني شعرت أنه مجال واسع وان الكثير فيه يحتاج إلى الاستكشاف وما زالت هناك أسرار كثيرة تتعلق بوظيفة القلب وبأمراضه المكتسبة والخلقية فهي تحتاج إلى فك رموزها، ما يجعل مجال البحث مفتوحاً على مصراعيه. ما الذي يميز جرّاح القلب عن بقية الجراحين؟ - جراح القلب يتعامل مع أهم عضو في جسم الإنسان، يوقفه لإصلاحه ثم يعيده للعمل مرة أخرى... كل خطوة تحتاج إلى دقة متناهية لا مجال فيها للأخطاء، لأن هذه الأخطاء تكون قاتلة. جراح القلب يعيش معاناة مرضاه وذويهم كل يوم... جراح القلب في كثير من الأحيان عليه أن يقرر عمل شيء ما خلال ثوان، وعلى هذا القرار قد تتوقف حياة إنسان... كل هذا يجعل جراح القلب مميزاً! في مشوارك أكثر من 15 ألف جراحة... ما الفرق بين أول جراحة وآخر جراحة؟ - طبعاً الخبرة المكتسبة تبعث ثقة أكبر في النفس، وهذه الخبرة تنعكس إيجاباً في مصلحة المريض، ولا شك أن المرضى الذين أجريت لهم جراحات بعد اكتشاف هذه الخبرة استفادوا منها، وأرى أن الشعور بالمسؤولية يزداد لأن توقعات المرضى تزداد، وتقَبل الفشل يصبح أصعب. مازلت أشارك مرضاي الآن شعورهم كما كنت في السابق, وبإذن الله سأستمر في ذلك حتى أتقاعد، لأن زوال تلك المشاركة في رأيي علامة سيئة ولها دلالات بعيدة وتعني أن الطبيب ربما عليه أن يراجع حساباته. الرحلة مع القلوب في رحلتك مع القلوب... كيف وجدت قلوبنا من الداخل؟ - من الناحية العملية والعلمية القلوب من الداخل تتشابه والاختلاف يكون في مكان الإصابة ونوعيتها، أما من الناحية الفلسفية فلا يعلم دواخل القلوب إلا الله سبحانه وتعالى. أي القلوب خذلتك... وأيها يلهبك نبضها؟ - القلوب التي خذلتني ولله الحمد قليلة، لكن خذلانها كان مؤلماً، لأن هذا الخذلان كان غير متوقع ومن غير ذنب، أما القلوب التي ألهبت نبضي كثيرة على رغم كونها ذات أحجام مختلفة، منها الكبير ومنها الصغير ومنها من أبكى العين ومنها ما خدش الجوارح ومنها من جرح القلب. أنت الآن تصنف كأحد أهم 10 جراحين للقلب في العالم... هل تخيلت يوماً ما أنك ستصبح كذلك؟ - أحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، وأرجو منه التوفيق في استخدام هذه المهارة في خدمة المحتاجين في كل مكان. بين قلوب الصغار والكبار... أين يسكن نبضك؟ - بالقرب من الصغار فهم مستقبل الأمة، وكانت لي قصة مع القلوب الصغيرة لا تزال في ذاكرتي وقد آلمتني كثيراً خلال رحلاتي المختلفة. أذكر ذات مرة ان أحد الآباء أحضر طفله ذا الأيام السبعة فقط، كي أعاينه وشرحت له بأن الطفل بحاجة إلى جراحة فنظر الأب إلى زميلي الطبيب وسأله عن كلفة الجراحة، وقال له 1500 دولار، حينها جمع الأب أغراضه وحمل ابنه، وقال:"عندي في البيت سبعة أطفال هم أولى منه بهذا المبلغ". وخرج من دون أن يلتفت...! هذه الكلمات لا تزال ترن في أذني! العمليات وضغوطها كيف تتجاوز ضغوط بعض الجراحات وكيف تتجاوز فشلها أحياناً؟ - بالصمت والعزلة والدعاء والعزم على الاستمرار، علينا أن نكون مؤمنين بما نعمل ونعتمد على توفيق الله، وإلا فإن الاستمرار صعب والجميع يعلم بأن النجاح والفشل جزء لا يتجزأ من حياتنا، ولكن الفرق هو الطريقة التي ننظر بها إلى النجاح والفشل، وكما قيل فإن لكل جواد كبوة، لكن الحصان الأصيل ينهض من كبوته ويستمر في السباق! هل تؤمن بالمعجزات في الطب... وتدخل قوى خارقة للحل؟ - طبعاً أؤمن بالمعجزات وهي كثيرة ونراها كل يوم. الحمد لله نحن نؤمن بالقضاء والقدر ونعلم أن الله سبحانه هو مسير الأمور وأن الحياة والموت بيده... كثيرون يعتقدون أن المريض علمياً لا رجاء في شفائه ويشفى بإذن الله وشفاؤه حينئذ لا شك في انه معجزة... وكثيراً ما نرى أن الأمور هينة وسهلة وبتقديرنا سيعيش المريض ويتوفى بإذن الله. كل المستحيل يصبح ممكناً بالعمل الجاد والإصرار والمثابرة والعزم والاتكال على الله. كيف هي قراءتك لصحة البيئة في بلادنا؟ - للأسف سيئة... كل يوم نرى عدم اكتراث بصحة البيئة عندنا من المواطنين على مختلف المستويات. نظرة واحدة إلى شاطئ من شواطئنا وتعلمين ماذا أعني. لماذا الكل يشتكي من الخدمات الصحية عندنا؟ - الخدمات الصحية عندنا متطورة وما يقدم للمواطن في الواقع، يعتبر من أحسن ما يقدم في منطقتنا، لكنني أرى أن العيب يكمن في تكرار كثير من الخدمات الصحية، ما يرفع الكلفة ويشتت الجهود ويؤثر سلباً في المواطن ويجعله يحس بعدم الرضا. تقدم الخدمات الصحية عن طريق وزارة الصحة والمستشفيات العسكرية ومستشفيات الحرس الوطني وقوى الأمن والمستشفيات الجامعية والمستشفيات المتخصصة، مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي، إضافة إلى المستشفيات الخاصة، وما نراه ظاهراً أنه ليس هناك تنسيق واضح بين مختلف هذه القطاعات. هل تؤيد خصخصة المستشفيات عندنا؟ - سواء تمت خصخصة المستشفيات أو لم تتم، المهم أن تكون الخدمات الصحية متوافرة للجميع للفقير والغني، وأي نظام يطبق يجب أن يأخذ في الاعتبار أن هناك من هو غير قادر على دفع تكاليف علاجه أو علاج أبنائه، وأن هؤلاء يجب الا يتركوا من دون علاج. حقل تجارب البعض يرى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي يستخدمه الأطباء حقل تجارب؟ - تتطور الأمم بالأبحاث ولولا إجراء البحوث لما تطور العلم أو استطاع الإنسان أن يصل إلى القمر. البحث العلمي واجب ونحن نفخر بأن مركزاً للأبحاث ربما الوحيد في المنطقة موجود في مستشفى الملك فيصل التخصصي. إن ما تصرفه إسرائيل على البحوث العلمية هو أكثر مما تصرفه الدول العربية مجتمعة على بحوثها العلمية... وهذا يدل على أن جهدنا في هذا المجال ما زال متواضعاً. إن البحث العلمي يخضع لقوانين وقواعد وأصول محكمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينعكس سلباً على المريض، ولا يمكن أن ينظر للمريض على أنه حقل تجارب. ما يجري من أبحاث الغاية الرئيسية منه أن تتطور الخدمة للمريض، وأن يحصل المريض على فرص علاج أفضل ربما لم تكن متاحة من قبل. والقول بأن الأطباء يستخدمون المستشفى حقل تجارب فيه إجحاف لحقنا وسوء فهم للمعنى الحقيقي للبحث العلمي. يؤكد البعض أن المستشفى فقد نجوميته التي كان يتمتع بها؟ - رأيي أن المستشفى لم يفقد نجوميته وإنما لمعت نجوم أخرى في سماء هذا الوطن، وأعداد المستشفيات التخصصية زادت وهي تتنافس في تقديم أفضل الخدمات الصحية الصحة في بلادنا... هل تعاني أزمة إدارية؟ - ليست أزمة إدارية ولكن ربما تحديد شخصية... التأمين... الخصخصة... المستشفيات التخصصية... المراكز الأولية.. الخ، كلها أفكار مطروحة في الوقت نفسه ولكنها تبدو منطقية لأول وهلة علينا ربما إعادة النظر ولا بأس من الاستفادة من خبرات من سبقنا في هذا المجال. الطبيب عندما يتحول إلى إداري... ماذا سنخسر؟ - إن وجود طبيب متمرس على رأس الهرم الإداري قد تكون له ميزة لمعرفته وخبرته في التعامل مع الأطباء وتحديد حاجاتهم لكونهم عصب المستشفى الرئيسي في علاج المرضى، ومن المهم جداً أن يكون هناك انسجام بين الأطباء والإدارة، حتى تصبح المنشأة الصحية منتجة. وهذا لا يعني أن الكوادر الأخرى في المستشفى غير مهمة، فنحن نعلم جيداً أن الأطباء من دون كوادر صحية لإعانتهم لن يستطيعوا إقامة أي مستشفى مهما علت شهاداتهم وتنوعت تخصصاتهم. كيف ترى برامج كليات الطب عندنا... وهل تؤيد كلية طب ملحقة بكل مستشفى؟ - منذ أن تخرجت لم أعمل في أي من كليات الطب ولا أعتبر الآن أكاديمياً، لذلك لا أستطيع تقويم برامج كليات الطب عندنا. بالنسبة لإلحاق كلية طب بكل مستشفى فطبعاً هذا غير منطقي. لكن لاشك في أنه ما زال هناك نقص كبير في عدد الأطباء السعوديين، وأننا نحتاج إلى كليات طب كثيرة لتخريج الأعداد التي نحتاجها. هذه الكليات يجب أن تخضع لكل المقاييس والمعايير الأكاديمية والتقويم المستمر، حتى يكون الخريجون على المستوى المطلوب. لماذا فشلت تجربة المراكز الصحية عندنا؟ - المراكز الصحية ضرورة، وان فشلت مرة يجب أن يعاد النظر فيها لمعرفة أسباب الفشل وتفاديها، ولا أستطيع الحكم لماذا فشلت، إنما بصورة عامة عندما تتغير الإدارات تتغير الأوليات، وقد يكون ذلك أحد الأسباب. خريطة المستشفيات في بلادنا... هل هي كما يجب؟ - لا أعتقد... إذ ولاشك هناك تركيز في المدن الكبرى، المدن الصغرى محرومة من كثير من الخدمات المتطورة. لماذا يكثر الحديث دائماً عن رواتب الأطباء والظلم الواقع فيها؟ - كما يقولون السوق عرض وطلب، بالمقارنة تعتبر رواتب الأطباء عندنا أقل بكثير من أماكن كثيرة في العالم، ونحن نحتاج إلى أن نكون في مجال التنافس، لأننا مازلنا بحاجة لخدمات الكثير من الخارج في مجال الصحة. عندما يفكر الطبيب بنفسه ويبحث عمن يدفع أكثر.. هل نجد له العذر؟ - كل إنسان يطمح إلى حياة أفضل، والأولويات تختلف من بعض لآخر، لكن يجب أن نعلم أن العمل ليس راتباً فقط، فالطبيب يقضي جزءاً كبيراً من يومه في العمل، ويتطلب ذلك أن يكون الجو مريحاً لممارسة مهنته من دون مضايقات مع ضرورة تزويد الطبيب بالجو الأكاديمي الذي يتيح له النمو ورفع مستواه العلمي، فلن يكون الطبيب مرتاحاً براتب كبير من دون هذه الأشياء، مع العلم بأن الطبيب سيقبل بالراتب القليل إذا توافرت الحاجات من أجهزة وغيرها. العلاقة بين المستشفيات العلاقة بين المستشفيات الكبيرة عندنا هل هي تنافسية أم تكاملية؟ - كما نراها الآن، فهي تنافسية ولا عيب في ذلك، لكن إن كمّلت بعضها البعض أيضاً فذلك أفضل، والمستفيد في النهاية هو المريض. كيف ترى دور القطاع الخاص في تطوير البيئة الصحية عندنا؟ - يجب أن يكون له دور كبير وفعَّال. هل نخشى أن تسحب دول مجاورة البساط منا في الريادة الصحية؟ - أن نخشى ذلك يكون دافعاً لنا لأن نعمل، حتى نبقى في المقدمة، ولكن إن لم نخش ذلك وسكنا إلى أننا الأحسن فبالفعل سيتم سحب بساط الريادة منَّا. نظام التأمين الصحي.. لماذا لا يرتقي بالعملية الصحية عندنا؟ - نظام التأمين الصحي معقد، والمواطن السعودي على مدى العقود الماضية اعتاد على خدمات صحية مجانية، لذلك فان تطبيقه يحتاج إلى جهد كبير وتوعية. وإن تم تطبيق التأمين بشكل صحيح فإنني اعتقد أنه سيرتقي بالعملية الصحية عندنا، وعلى كل حال علينا الحذر من البداية، وإلا انتهى الأمر كما هو في بعض الدول الأخرى بشركات تأمين تتحكم في طريقة علاج المريض. يرى البعض أن إعداد الطبيب الآن وتدريبه أقل من المأمول ولا يتاح له ما أتيح لكم.. ما رأيك؟ - إعداد الطبيب الآن وتدريبه قد يكون أقل من المأمول نتيجة لعوامل عدة، منها عزوف الكثير من الأطباء الجيدين عن السلك الأكاديمي لقلة الحوافز، لكن يجب أن نتذكر أنه تقع على عاتق الطبيب المتدرب مسؤولية كبيرة للارتقاء بمستواه، ومازالت الدولة تبذل الكثير في ابتعاث وتعليم الطلاب، ولا شك في أن التنافس شديد، وعلى الجميع بذل جهد أكبر وعلى من أراد التميز بذل الجهد. هل مجال الطب لا تصلح له السعودة الكاملة؟ - من الصعب الإجابة على ذلك، لكن ما زال أمامنا طريق طويل نحو السعودة الكاملة، وحتى لو تمت السعودة الكاملة يجب علينا ألا نغلق أبوابنا لبقية العالم، فتبادل الخبرات مطلوب ويرفع مستوى الأطباء. الطبيبة السعودية هل هي أقل حظاً من الرجل؟ - لا أعتقد.. والفرصة متاحة لها في مختلف التخصصات والمجالات. زوجة الطبيب وزواجه زوجة الطبيب هل هي أول نجاحات الطبيب؟ - لاشك في ذلك إن كانت متفهمة لوضعه ولساعات عمله الطويلة، إضافة إلى المناوبات التي تحتاج منه المبيت خارج المنزل، وعليها أن ترعى البيت في غيابه المتكرر، وأصف"الطبيب المحظوظ"بأنه من تتصف زوجته بهذه الصفات. زواج الطبيب من الطبيبة هل سيمنح نجاحات أم مزيداً من الإخفاقات؟ - ليست هناك قاعدة عامة في ذلك، فالطبيب رجل والطبيبة امرأة، ولكل واحد واجباته، فإن راعى كل منهما الآخر دامت الحياة الزوجية. ألا تفكر في تسجيل بعض قصص جراحاتك في كتاب؟ - ليس الآن، فمازلت مشغولاً، ربما في المستقبل إن شاء الله. ما رأيك في توجه بعض أطباء القلب إلى إقامة محاضرات دينية تخبر عن مرضاهم كسبيل للدعوة إلى الله؟ - إن علمهم وتعرُّضهم لمواقف كثيرة تحث على الإيمان قد يعطيهم الحافز على فعل ذلك، وذكر قصص المرضى كمثال مقبول طالما تمت مراعاة خصوصية المرضى. الطبيب الجراح.. متى يتقاعد؟ - يتقاعد الطبيب الجراح عندما يشعر أنه لا يستطيع خدمة المريض بالحماسة نفسها التي ابتدأ بها حياته العملية وعند شعوره بأن رغبته في تطوير ذاته انعدمت ومتعة النجاح نقصت، فالأولى به أن يتقاعد.