عاد النصر إلى سماء البطولات من جديد بعد صيام طويل، إذ ظفر بكأس الأمير فيصل بن فهد أمس، بعد تغلبه على غريمه التقليدي الهلال في المباراة الختامية بهدفين في مقابل هدف. تجاوز الفريقان خطوط الحذر باكراً، وعمدا إلى النهج الهجومي بحثاً عن التسجيل من أجل تسلم زمام السيطرة الميدانية، ما أشعل دقائق البداية التي شهدت قمة الإثارة والندية، وإن كانت الأفضلية تميل بعض الشيء للفريق الأزرق حيث اندفع أفراده بأكثر عدد من اللاعبين وجاءت أولى المحاولات الهجومية عبر تسديدة هائلة من قدم عبدالعزيز الخثران 8 اعتلت العارضة الصفراء بقليل، ورد النصر سريعاً بهجمة منظمة من الطرف الأيمن وصلت أخيراً أمام البرازيلي ألتون داخل المنطقة سددها ضعيفة بين يدي بدر الدعيع 10، وكانت هذه المحاولة بمثابة دخول النصر أجواء المباراة حيث بدأ لاعبوه في تنظيم الصفوف ومجارات الهلال في الهجمات، ووسط المد والجزر الباكر انسل مهاجم الهلال أحمد الفريدي بين دفاعات النصر وواجه حارس المرمى كميل الوباري، إلا أن اعتقاد الفريدي بوجوده في موقف التسلل جعله يسيء التعامل مع الكرة التي ذهبت بهدوء إلى حارس المرمى الأصفر. وعلى رغم الأداء المفتوح الذي انتهجه المدربين إلا أن الحيطة والحذر كانت العنوان الأبرز مع اقتراب مهاجمي الخصم من منطقة الخطر، ما جعل المهمة صعبة لتهديد المرميين ما عدا بعض المحاولات الخجولة التي لم تحمل الخطورة الكافية لهز الشباك، وكاد ريان بلال يغالط الحارس الهلالي بدر الدعيع بكرة عكسية من الطرف الأيمن إلا أن الأخير تدارك الموقف والتقط الكرة بصعوبة بالغة 34، وقبل صافرة نهاية الحصة الأولى انبرى عبدالعزيز الدوسري برأسه تعملق الحارس الأصفر كميل الوباري في إنفاذ مرماه. وفي الشوط الثاني، اختلف الوضع تماماً حيث بكّر النصر في تسجيل هدف التقدم من ركلة جزاء نفذها البرازيلي ألتون"47"، هذا الهدف غير الشكل الفني للمباراة وأزاح كل المحاذير للفريق"الأزرق"، الذي انتهج الأسلوب الهجومي البحت، إذ أوعز المدرب الروماني كوزمين من المدرجات للاعبي الوسط للتقدم لمساندة ثنائي المقدمة بدر الخراشي وأحمد الفريدي، ولم يدم انتظار الهلاليين طويلاً، إذ أطلق النجم الصغير عبدالعزيز الدوسري صاروخاً لا يصد ولا يرد هز الشباك الصفراء بقوة"57"، لتعود المباراة إلى نقطة البداية وتزداد الإثارة والندية مع مرور الدقائق التي باتت تحمل الشيء الكثير من الخطورة على المرميين في إشارة إلى رغبة الفريقين في حسم الموقعة في الأوقات الأصلية. وفي ظل الصراع الكبير بين الطرفين، ينطلق ريان بلال من اليمين قبل أن يتوغل داخل المنطقة ويسدد أرضية زاحفة تعانق شباك الدعيع كهدف نصراوي ثان"68". النصر تراجع للخطوط الخلفية سعياً للمحافظة على تقدمه في الوقت الذي استنفر الهلال طاقاته الهجومية بحثاً عن إدراك التعادل، وشهد كلا المرميين العديد من الحالات الخطرة من دون هز شباك جديد.