تبذل الإدارة العامة للمرور جهوداً مضاعفة للحد من المخالفات المرورية، خصوصاً تلك التي تنتج منها حوادث مرورية مروعة ووفيات، إضافة إلى ما تسعى إليه لضمان تسرب السيارات في الشوارع بانسيابية، ومواجهة الاختناقات التي تشل حركة السير. وعلى رغم ذلك ما زالت النتائج أقل من المأمول، لأسباب عدة يأتي في مقدمها قلة العنصر البشري، الذي يباشر العمل في الشوارع، وندرة كاميرات المراقبة عند الإشارات المرورية. أجزم بأن المسؤولين في الإدارة لا تخفى عليهم هاتان النقطتان، ولكن هناك في رأيي أمورا أخرى ما زالت ? في نظري ? غائبة عنهم. المتابع لما يحدث في شوارعنا يلاحظ كثرة المخالفات المرورية، التي لا يركز عليها أفراد المرور، مع أنها تتسبب في حوادث مرورية، وتكون غالباً سبباً في ازدحام السيارات في الشوارع. دعوني أسرد بعضها: السير ببطء في المسار الأيسر للطرق السريعة، الوقوف بين المسارات عند الإشارات المرورية. وبذلك تأخذ السيارة موقع سيارتين، إغلاق الطريق قرب الإشارات المرورية، وذلك بالوقوف في المسار الأيمن، وتعطيل سيارات أخرى تريد الانعطاف إلى اليمين. ما سلف من حالات تتكرر أمام أعيننا في شكل شبه يومي، وهي تحدث أمام مرأى أفراد المرور ولا يحركون ساكناً، علماً بأن هناك ممارسات أخرى خاطئة تتسبب في اختناق حركة السير. كما أنه من الملاحظ عدم تقيد الكثير من السائقين بالسرعة القانونية في الشوارع الموجودة داخل المدن، والجميع يستغرب التركيز على مخالفات السرعة في الطرق الطويلة. نتمنى من المسؤولين في الإدارة العامة للمرور العمل على تلافي هذه السلبيات، وتفعيل أداء رجل المرور بما يخدم حركة السير ويضمن بمشيئة الله سلامة السائقين والمارة.