لم يكن أكثر المتشائمين الأهلاويين يتوقع أن يصل حال فريقه السيء والمزري في الموسم الكروي الحالي إلى الحال الذي كان عليه أول من امس في لقاء الشباب الافتتاحي في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين لأندية النخبة الأبطال، ولم يكن أي أهلاوي ينتظر تلك النهاية المأسوية لموسم الفضائح الأهلاوية وأن يتساقط اللاعبون تباعاً في مشهد مثير للشفقة غير آبهين بسمعة ومكانة"القلعة"بعدما عجزوا عن إيقاف زحف الشباب بالطرق المشروعة وغير المشروعة حتى وصل الرقم التهديفي للفريق الضيف إلى ستة أهداف على أرضهم وبين جماهيرهم الكبيرة. فما حدث للفريق الأهلاوي أو لقلعة الكؤوس أو للنادي الراقي كما يحلوا لمحبيه وصفه، كان كارثة بحق وحقيقة أثارت استياء واستهجان الجماهير الرياضية السعودية على حد سواء، التي لم تتعود على مشاهدة تلك المناظر العاجزة والحيل الفاشلة التي تخدش مفهوم التنافس الرياضي الحقيقي من لاعبين أعطاهم النادي كل شيء وقدمهم لساحة الأضواء والنجومية، ولكنهم أثبتوا أنهم لا يقدرون قيمة الشعار الذي يرتدونه ولا مكانة الفريق الذي يمثلونه ولا وقفة الجماهير الوفية التي شجعتهم وآزرتهم ودعمتهم في كل زمانٍ ومكان حتى وصلوا إلى الشهرة التي يحظون بها الآن. والسقوط الأهلاوي الأخير وبنصف درزن مع الرأفة كان نتاجاً طبيعياً لتخبطات إدارية كبيرة في بداية الموسم الرياضي الحالي دفع ثمنها الفريق في الاستحقاقات المحلية كافة التي شارك فيها، وفي دوري أبطال آسيا الذي تعثر فيه بخسارة من السد القطري وتعادلين أشبه بالخسارة على أرضه وبين جماهيره في جدة من أمام الكرامة السوري والوحدة الإماراتي ليفقد الأهلي حظوظه في المنافسة بشكل كبير على خطف بطاقة التأهل إلى الأدوار النهائية من المسابقة. وسجلت إدارة الرئيس احمد المرزوقي أول خطوة فشل في بداية الموسم الرياضي بتعاقدها مع المدرب الألماني ثيو بوكير وإلغاء فكرة استمرار المدرب الصربي نيبوشا موسكوفيتش الذي قاد"القلعة"لتحقيق بطولتين غاليتين في الموسم الماضي كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - وكأس ولي العهد، وذلك لأسباب مادية لم تقنع الأهلاويين - آنذاك - كما صرحت بذلك إدارة النادي، لينهار الفريق مع بوكير بصورة سريعة وتتحول الهيبة والقوة إلى ضعف واضح جعل الفريق محطة استراحة للفرق السعودية الأخرى، وزاد الوضع سواءً عدم نجاح الغدارة في التعاقد مع محترفين أجانب مميزين بعد جلب المحترفين البرازيليين رودريغو قوارو ودياز وطلب المحترف التونسي خالد بدرة فسخ عقده وعدم إكمال مشواره مع الفريق، بسبب الإصابة ثم ابتعد مدير الكرة وجدي الطويل لأسباب غامضة ويتبعه نائب الرئيس عبدالله البلوشي بتقديم استقالته من منصبه ما شكل انهياراً كبيراً في منظومة العمل الإداري التي قادت الأهلي إلى النجاح في الموسم الماضي. وحاولت إدارة النادي تدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقدرت إلغاء عقد بوكير وإعادة نيبوشا بعد مطالبات جماهيرية كبيرة، وأعادت أيضاً المحترف البرازيلي كايو ووجدي الطويل إلى الفريق مجدداً على أمل أن يعود الأهلي إلى المنافسة كما كان، ولكن الأوضاع استمرت كما هي والنتائج غير المقنعة فرضت حضورها على مشوار الفريق، خصوصاً أن الفشل في التعاقد مع المحترفين الأجانب تواصل بعد إحضار الثنائي البرازيلي المهاجم بيانو والمدافع ليوناردو ليفقد الأهلي لقبيه كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد، ما جعل إدارة المرزوقي تعلن مجدداً عن إلغاء عقد نيبوشا وتقديم استقالتها بعد لقاء الكرامة السوري وتكليف المدرب الوطني يوسف عنبر بالإشراف الفني على الفريق على أمل أن يكون الخلل في النواحي النفسية وأن يعود الفريق لاستعادة هيبته المفقودة في بقية نزالاته الكروية. ولم تكن نتائج الفريق مع يوسف عنبر مرضية بعد التعادل مع الوحدة الإماراتي في جدة ثم التعادل في آخر مباريات الدوري السعودي مع القادسية في الدمام ليحل الفريق في المركز الثامن ويشارك في آخر بطولة له في الموسم الرياضي الحالي كأس خادم الحرمين الشريفين وسط أحلام وطموحات وآمال لا حدود لها بأن تكون البطولة الأغلى فرصة للعودة إلى منصات التتويج، ولكن الخسارة التاريخية من الشباب في ذهاب دور ربع النهائي وبنصف درزن زلزلت أروقة النادي مجدداً وكتبت فصلاً جديداً من المشكلات الدراماتيكية ستلقي بظلالها على النادي حتى بداية الموسم الرياضي المقبل، خصوصاً أنها انتهت بسيناريو مخجل وبسقوط غريب من اللاعبين هروباً من المسؤولية جعل الحكم عبدالرحمن العمري يعلن عن صافرة النهاية قبل انتهاء الوقت المحدد بثلاث دقائق غير الوقت بدل الضائع.