نحن بلد بلاستيك، فنصف استثماراتنا الصناعية تعتمد على البلاستيك، ونخطط اليوم لنصبح مركزاً عالمياً للبلاستيك، وهناك أفكار لإنشاء وادي بلاستيك لتوفير تسهيلات وبنية تحتية وخدمات إضافية لاحتضان المزيد من المصانع البلاستيكية والمزيد من المصانع المساندة، على غرار وادي السليكون الشهير، كما أننا لا نكتفي بالبلاستيك الوطني فبتنا نبحث عن اية صناعة بلاستيك في العالم للبيع فنشتريها، بل أصبحت لدينا مدارس لتعليم الناس صناعة البلاستيك، لتحتل موقع السلعة الرئيسية في بلادنا. نحن محاصَرون اليوم بالبلاستيك في غذائنا ومعاشنا فهو يتشكل في المصنع ليصبح اي شيء، ورخص الكلفة يشجع المصنعين والتجار على الترويج للمنتجات البلاستيكية التي تفي بحاجة معظم الشرائح التي تقبل بحماسة على الشراء بسبب الأسعار المنخفضة، والأفكار لا تتوقف لطرح منتجات جديدة كل يوم ويتفنن المصنع في طرح آلاف المنتجات، مرنة ولينة وبعضها مقاوم للكسر وأخرى شفافة بفضل إضافات كيماوية تساعد هذا التشكل على اكتسابه خواص مختلفة ويقدم هذا التنوع المذهل في المعروضات. هناك حملة على البلاستيك ودعوة لاستبداله بالزجاج، وفي كل يوم نسمع جديداً عن علاقة العبوات البلاستيكية بمواد مسرطنة، والعلماء لا يتوقفون عن القيام بدراسات تلو الأخرى لكل ما يحيط بالناس من أدوات تستخدم في الحياة اليومية بدءاً من رضاعات حليب الأطفال وعبوات المياه المعدنية والألعاب وحتى الاسطوانات المدمجة، وهناك قلق متزايد في العالم من تلك التحذيرات التي تصدر من مراكز متخصصة عن أخطار تلك المنتجات والإضافات الكيماوية وأضرارها على الصحة العامة. لم أسمع يوماً من"سابك"شركتنا العملاقة تعليقاً ولو بكلمة على هذا الجدل الدائر منذ أعوام، وعلى رغم أن شركة بموقعها قد تهتم بتمويل أبحاث علمية تثبت أو تنفي الأضرار على الصحة والإصابة بالسرطان والأمراض الخطرة الأخرى وربما اتجهت إلى تنظيم منتديات علمية في جميع القارات تناقش مستقبل البلاستيك وعلاقته بالبيئة والصحة، والشركة الرائدة عالمياً العصرية في إدارتها يمكن ان تطلق حملة إعلامية كونية لتحسين صورة البلاستيك في العالم، كل هذا يخص"سابك". أما ما نريده نحن فكلمة واحدة للمستهلك المحلي مواطناً كان أم مقيماً يثق بمنتجات البلاستيك التي منبعها"سابك"، وتوجيهاً وتقويماً للوضع الحالي للسوق السعودية للبلاستيك أين يقف الآن وهو الذي يصنّع كل شيء بلا قيود ولا محددات وأخشى ان يكون بلا مواصفات. إذا كنت تسمع بما يسمى المسؤولية الاجتماعية للشركات، تلك التي تجاهد لتمول الابحاث العلمية للمصلحة العامة وترصد الموازنات لتعليم النشء وتقدم القروض للمشاريع الصغيرة، فها هي الفرصة مواتية لتتعرف على اللامسؤولية الاجتماعية لشركة لم نسمع يوماً صوتها سوى في بيانات الأرباح وأخبار الاندماجات والانسحابات وتصحيح الأسعار! [email protected]