شهد عام 2008 أحداثاً كثراً، وسيشهد أحداثاً أكثر، وفيه تم للمرة الأولى إجراء أول انتخابات رياضية في المملكة، وعلى ضوئها تم تشكيل الاتحادات الرياضية الجديدة، وشهدت دخول أسماء ستثري بخبراتها المجال الرياضي وشهدت بقاء أسماء تمنى البعض لو خرجت لتتاح الفرصة لدماء جديدة، وهذه الانتخابات شهدت دخول أول سيدة في الاتحادات الرياضية السعودية، وفي هذا العام ستولد مسابقة الأبطال كبرى مسابقات الموسم، وستكون البطولة الأغلى لكل الفرق. وعلى الصعيد الدولي، هناك حدثان مهمان ينتظرهما الكل بفارغ الصبر، بطولة أمم أوروبا، ثاني أشهر البطولات بعد كأس العالم، بل يعتبرها البعض كأس عالم مصغرة، ستشهد مبارياتها كل الحماسة والتفاعل، فهل تقدم لنا أوروبا 2008 بطلاً جديداً كاليونان في 2004، أم يعود الحرس القديم للواجهة من جديد ويتسلم الزمام من جديد؟ والحدث الثاني هو"اولمبياد بكين"، تلك الاولمبياد التي ما إن أعلن عن فوز الصين بها حتى بدأ الشرار يشتعل في كل اتجاه، فتلوث البيئة هناك، وعدوى"أنفلونزا الطيور"، وما تشهده الصين من تجاوزات في حقوق الإنسان خصوصاً في إقليم التبت، يجعل الكل يضع يده على قلبه، لضمان نجاح هذا الحدث الكبير. ومن يتتبع أخبار الاولمبياد، يتلمس كيف أن الرياضة تسيطر على فعاليات كثيرة في المجتمع، ومن خلالها تقدم أفكاراً ورؤى على الساحة من خلال البوابة الرياضية، لتضمن حضوراً أجمل لها. وما تشهده الصين من أحداث وفعاليات في نظر الغرب، أنه تجاوز للحدود والأعراف الدولية كان حدث الاولمبياد فرصة لدول العالم لتقديم رسالة احتجاج على ما يحدث هناك من تجاوزات، والكل سمع عن المضايقات التي وجدتها الشعلة الأولمبية وهي تجوب العالم في تقليد دولي عالمي، إذ رفضت دول استقبالها وقبلت دول أخرى على مضض، وكيف أن الكل استقبل الشعلة بالشعارات واللافتات المنددة، بدلاً من التصفيق والتشجيع لها. واللجنة الأولمبية الدولية وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه، والصين الدولة المنظمة تحاول أن تنفي كل التهم عنها وتقدم نفسها كدولة الأمن والأمان والإنسان والجدية والتقاليد، وما تزال اللعبة والصراع قائمين بين كلا الطرفين والأيام كفيلة بأن تخبرنا عمن سيربح في الأخير. هذا العام سيكون لا محالة مفترق طرق للكل، فمن سيربح ومن سيخسر؟ دعواتنا أن يكون عام خير على الرياضة والرياضيين ككل.