يدرس منتدى جدة البيئي الأول الذي يقام تحت رعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال الفترة من 15 إلى 17 ربيع الآخر الجاري الموافق 21 إلى 23 نيسان أبريل الجاري، وتنظمه الغرفة التجارية الصناعية في جدة بالتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حماية 250 نوعاً من الشعاب المرجانية من الانقراض داخل البحر الأحمر، الذي يعد المتنفس للمملكة العربية السعودية. وأوضح رئيس منتدى جدة البيئي الأول الدكتور محمد الجهني أن البحر الأحمر يعد أحد أجمل البحار التي تحد الجزيرة العربية والغنية بتنوع الشعب المرجانية، مؤكداً أن أنواع الشعاب فيه تزيد على 250 نوعاً إلى جانب العديد من اللافقاريات والأسماك والثدييات البحرية كالطوم والدلافين والحيتان وخمسة أنواع من السلاحف البحرية، منها نوعان يعيشان على شواطئه وجزره. وقال:"إن بيئة البحر الأحمر تشتهر بالشعاب المرجانية التي تكون بيئة جميلة يقصدها الغواصون، كما أن الأحياء البحرية الجميلة التي لا يوجد بعضها إلا في البحر الأحمر تشكل عالماً جميلاً من المناظر الخلابة، إذ إن مدى الرؤية جيد ويصل إلى 200م وكما أن البحر معروف برياحه القوية وخصائصه البركانية التي تظهر في أجزائه العميقة". ولفت إلى أن البحر الأحمر على وشك أن يفقد أجمل خصائصه ومميزاته بسبب السلوكيات الخاطئة التي تمارس ضده والتلوث الذي يعاني منه، خصوصاً في المناطق المأهولة بالسكان، مشيراً إلى أن المناطق البحرية القريبة من المدن هي الأكثر تلوثاً بسبب ازدياد عدد السكان وكثرة المباني والإنشاءات المختلفة ومشكلات التصريف الصحي والتلوث الحراري بسبب قرب المصانع. ولفت إلى أن إنشاء المنتجعات والقرى الساحلية والمباني بطريقة غير مسؤولة والإنشاء والردم لمناطق كبيرة وإقامة الخرسانات الإسمنتية على الشعاب المرجانية، إضافة لعمليات التجريف للمناطق الساحلية والتخلص من النفايات بها والصرف الصحي داخل البحر من المشكلات الجسيمة التي يعاني منها البحر الأحمر، إذ تؤدي إلى زيادة نمو الطحالب البحرية، وبالتالي حجب ضوء الشمس عن المرجان ما يؤدي كذلك، إلى تدمير مباشر للنظام البيئي الخاص بالشعاب المرجانية. وأفاد بأن الصيد الجائر يؤدي إلى خلق عدم توازن في النظام البيئي الخاص بالشعاب المرجانية وهيمنة بعض أنواع الكائنات البحرية الضارة بالشعاب والأسماك الأخرى وأيضاً أساليب الصيد المدمرة مثل الصيد باستخدام السيانيد وكيماويات أخرى سامة، والصيد باستخدام المواد المتفجرة علاوة على تلوث مياه البحار بالمواد النفطية والزيوت الناشئة عن السفن وعن تفريغ الزيوت وسط البحر.وأكد الجهني أن ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب الاحتباس الحراري يؤدي إلى موت الشعب المرجانية، إضافة إلى قذف القاذورات والمخلفات البحر من المتنزهين ومرتادي البحر، خصوصاً العلب البلاستيكية التي تؤدي إلى القضاء على السلاحف البحرية نتيجة التهامها لها ما يؤدي إلى انسداد الأمعاء وتوقف السلاحف عن الغذاء، ما يعجّل في نفوقها.