تشهد المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، تحركات سياسية على مستوى الملوك والزعماء، لبحث ومعالجة الأوضاع الساخنة التي تشهدها المنطقة على أكثر من صعيد، خصوصاً الوضع في لبنان الذي عجز عن اختيار رئيس بعد تأجيل وصل إلى نحو 17 مرة، ولا يختلف الوضع كثيراً في العراق، الذي يشهد أحداثاً دامية وصراعات عشائرية. إلا أن القضية الأكبر فلسطين أم القضايا العربية تشغل وتتصدر جميع المحادثات من دون منازع. وفي إطار الجهود المبذولة للعمل على معالجة المشكلات العربية التي تواجه المنطقة العربية، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري جلسة محادثات مهمة أول من أمس في شرم الشيخ،- ناقشا خلالها ملفات السلام والعمل العربي المشترك وأزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وتطورات الأوضاع الإقليمية والعربية،- وتم خلال اللقاء استعراض ابرز القضايا المطروحة على الساحة العربية، خصوصاً جهود دفع عملية السلام واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وما يعترضها من معوقات، خصوصاً في ما يتعلق بالاستيطان والاعتداءات المستمرة على غزة-.- وبحث الزعيمان الاوضاع في العراق واقليم دارفور وسبل التنسيق المستمر بين القيادتين المصرية والسعودية في هذا الخصوص، وتناولت محادثاتهما مناقشة سبل تفعيل المبادرة العربية التي ترعاها الجامعة العربية لوضع الحلول المناسبة للأزمة السياسية الخانقة التي يمر بها لبنان، والتي من شأنها ان تسهم بشكل فعال في انفراج ازمة الاستحقاق الرئاسي. كما ناقشت التطورات الخليجية والملف النووي الإيراني-.- لقاء القمة السعودية - المصرية تناول كذلك، سبل تفعيل التعاون المشترك في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية بين البلدين،- والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري وتشجيع القطاع الخاص في البلدين، وإقامة المزيد من المشاريع المشتركة في جميع المجالات، والعمل على تفعيل اتفاقات وبرامج التعاون المبرمة في مختلف المجالات-.- وتركزت المحادثات على الوضع الفلسطيني والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام. وكانت زيارة الملك عبدالله إلى شرم الشيخ قصيرة استمرت ساعات، عقد خلالها فور وصوله جلسة محادثات مغلقة مع الرئيس مبارك، استمرت ساعة ونصف الساعة قبل أن ينضم إليهما وزيرا خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ومصر أحمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وكان موقف الرياض والقاهرة متطابقاً تماماً تجاه الأوضاع في لبنان والمنطقة. كما تناول اللقاء الموقف السوري من الأزمة اللبنانية في ضوء القمة العربية الأخيرة. ومن بين الوسائل التي بحثت خلال اللقاء استمرار دعم الشعب اللبناني والحكومة هناك، وتقديم العون الملائم للحفاظ على صمود الحكومة في ظل الأوضاع الصعبة التي فرضت تحديات كبيرة. وأطلع الرئيس المصري خادم الحرمين الشريفين على محادثاته مع عدد من القادة العرب خلال الفترة الماضية، خصوصاً الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد في ختام القمة السعودية - المصرية ان خادم الحرمين الشريفين والرئيس حسني مبارك متفقان على ان تحسين العلاقات مع سورية يمر عبر"حلحلة"الأوضاع في لبنان. وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد"دعونا نسمي الأشياء بأسمائها فالعلاقات المصرية - السعودية مع الشقيقة سورية لا تبدو في أحسن حالاتها". وقال عواد:"ان الزعيمين أكدا أن تحريك الوضع في لبنان هو مفتاح تحقيق انفراجة في العلاقات العربية - العربية". ومضى قائلاً:"المصالحة العربية وتحسين الوضع الراهن في العلاقات العربية يتحققان بالأفعال وليس بالأقوال". وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر عشية محادثاته التي أجراها في الرياض مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في إطار الجهود المبذولة تحت مظلة الجامعة العربية لإيجاد حلول للأزمة اللبنانية وتعيين رئيساً للجمهورية. وأكد خادم الحرمين الثلثاء الماضي للسنيورة في الرياض، استمرار دعم المملكة للبنان. وشهدت الرياض السبت الماضي أيضاً قمة سعودية - كويتية بين خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وتندرج زيارة أمير الكويت إلى الرياض في إطار التنسيق والتشاور بين القيادتين في كل ما يهم مسيرة العلاقات على المستويات الخليجية والعربية والدولية كافة لتعزيز ولمّ الشمل العربي وتقوية التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة. كما تجسد الزيارة عمق العلاقات التي تربط بين البلدين وامتداداتها التاريخية والجغرافية. كما شهدت الرياض أيضاً لقاء خادم الحرمين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكد خلاله دعم المملكة المستمر للشعب الفلسطيني ولكل ما يصل به إلى وحدته الوطنية وحقوقه المشروعة. وكان مجلس الوزراء جدد خلال جلسته العادية التي عقدت في الرياض الاثنين الماضي حرص المملكة على وحدة التراب العراقي، وحماية الإرادة الوطنية العراقية من الهيمنة والاختراقات الأجنبية، مؤكداً أن المملكة تتابع باهتمام بالغ الأحداث الأخيرة على الساحة العراقية.