أنت قصيدةُ الشعر... أنت قصيدةُ النثر... أنت قصيدةُ الصمت. يمتطي غازي القصيبي صهوة قصيدة النثر يحيلها فرساً بيضاء... تبهرنا فروسيتها، حين تتكحل بحبر شاعر يجيد الشعر، فتطرب له الحياة. عندما تمطر السماء تمطر عيناك في روحي أقواس قوس قزح يرسم القصيبي القصيدة امرأة بألوان قوس قزح، تخطو كالموسيقى على أديم الروح، فتراقصها طرباً ونشوة وعشقاً، لا نملك إلا أن ننتشي بالكلمة التي منحها من روحه، فتحولت كائناً شعرياً تطربك خفته وإيقاعه. تذوب حروفه كالشوكولا في صنوان سمعك، فتتمنى لو تطول بك الرحلة ما بين عالمك وعالمها السحريّ. تتسلق كلماته كياسمينة نافذة قلبك... ينعشك أريجها... تتحول قافية تحمل الفرح وحباً لا يشيخ... ينبت في واحات الحلم، ويبدأ عمره لحظة الكتابة... ولحظة القراءة... ثم يستمر يعيش داخلك وإن انتهيت من رحلتك في الديوان... يحيا في ذاكرتك... يتسرب إليك كنبضك... ويتسارع كأنفاسك. "س"! أُسمّيك؟ لا أ أسمّيك. أحفظُ الاسمَ في داخلي.. حتى أُضيء لا يسمي الشاعر محبوبته... لكنها تزهر من حرفه وردة تشي به، وتورق ريحانة يتنفسها السطر والحرف، تعبر من المخيلة امرأة يحدها الشعر من كل الجهات، وتحملها أسراب النوارس المسافرة من البحر وإليه. أنت روما كلُّ الطرق... تقودُ إليك امرأة القصيبي هي أنثى الشعر والنثر والصمت الذي يبوح... البحر الذي لا يهدأ والقلب الذي تنبت شجرته في الأسطورة والحكايا، في عينيها البلاد البعيدة والأغنيات.. وعلى هدبيها يشرق قمر بيضاوي، ويصبح للمطر لون تخضر به الكائنات، على شفتيها تتكئ الحياة، وتنهمر الكلمات... وتبتل صحاري الشوق... هناك حيث هي كل الجهات... الوطن يتشكل غابة عشق وبنفسج، والعمر ينهض كحورية الماء، فلا تهترئ السنوات على هدبيها، اللغة ترفرف كفراشة... والحبر يمتلئ كالمحيط. الأخريات؟ الأخريات؟ الأخريات؟ لا أحد ليست أغلى الناس حين يعشقها ويكتب عنها بل كل الناس هي، تبدأ أبجدية الحياة حين يبدأ هذا الحب بالتكون وحين يتحول شهقة في ضحكتها، برفقتها تبتهج الدنيا، وتعتنق الكائنات الحياة، وتتعود الفرح. في حضرة الحب لا يملك النثر إلا أن يتشكل شعراً، ولا نملك إلا أن ندور في فلكه ونتحد به. أنت كتابي المفضَّل كلُّ صفحة أنتهي منها.. تولدُ من جديد نقطة في آخر السطر.. والعودة حيث بدأ بنا الشاعر، فالنهاية بداية الرحلة.