قال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ صالح آل طالب، إن التنادي بترك الناس على أهوائهم من دون أمر ونهي ومحاولة تهميش جانب"الحسبة"ليس مجرد فكرة ورأي بل أنه فلسفة فكرية وأطروحة أجنبية وطريقة سارت عليه أمة لعنت وغضب الله عليها وما زالت تسير عليها أمم منحرفة وتترسم خطاها عقول ذات هوى. وأكد الشيخ صالح آل طالب في خطبة الجمعة أمس، أن الأمة ستضيع إذا ترك للأفراد الحبل على الغارب يعيشون بالخطأ كما يشتهون يتجاوزون حدود الله ويعبثون بالأخلاق ويقعون في الأعراض وينتهكون الحرمات من غير وازع ولا ضابط فتسود الفوضى وتستفحل الجريمة ثم يحيق بالقوم مكر الله. وأشار إلى إن المظهر العام للأمة والسلوك السائد والصورة الظاهرة ليست ملكاً للأفراد بل هي أولاً ملك الله الذي أمر أن تكون الصبغة الظاهرة كما أراد، ثم هو حق لمجموع الأمة وليس للفرد حق التعدي على هذا الطابع العام بسلوك فردي شائن يزعم أنه حرية شخصية، مبيناً أن الحرية الحقيقية أن يجد الفرد مجتمعاً طاهراً نقياً يأمن فيه على دينه وعرضه ويمارس فيه حياته في أمن وطهر وأن السلوك الفردي المنحرف يلوث البيئة العامة ويعكر الهواء ويكدر صفو الماء على الجميع. كما أكد أن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمان من المصائب والعقوبات، مشيراً إلى أن هذه الشعيرة العظيمة واجبة على كل المسلمين كل بحسب موقعه وبحسب قدرته وانتداب طائفة تأخذ على عاتقها هذا الامر، خصوصاً هو من الواجبات الحتمية على الأمة المسلمة، لأنهم متخصصون في البناء و الإرشاد ويذودون الجهال عن الضلالات ويردونهم إلى الهدى والرشاد بطريق أتقى لله وأجدى على الناس. وقال:"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر هذا الدين حض الله عليها وأمر بها في كتابه ووصف بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعدها بعض أهل العلم سهماً عظيماً من سهام الإسلام بعد أركانه الخمسة". وأوضح أن المعروف هو الخير والفضيلة والحق والعدل وأن المنكر هو الشر والرذيلة والباطل والظلم وإذا تعطلت هذه الشعيرة وحطم هذا السياج فويل يومئذ للفضيلة من الرذيلة وويل لأهل الصلاح من سفه الجاهلين وتطاول الفاسقين. فيما حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسن آل الشيخ المسلمين من إطلاق اللسان في ما لا يحل ولا يجمل فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول:"من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة"، مشيراً إلى أن اللسان هو الأصل الذي تبنى عليه استقامة الجوارح أو اعوجاجها. ودعا إلى الحذر من فلتان اللسان وحبسه إلا عن خير ديني أو دنيوي وأن يعلم أن من عد كلامه من عمله المسؤول قل كلامه في ما لا يعنيه، يقول صلى الله عليه وسلم:"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".