يبدو أن وزراء التربية والتعليم في الدول العربية لم يتركوا لأهل السياسة شيئاً، فهم"ممتعضون"من العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ومتخوفون مما يجري في لبنان والسودان والصومال والسودان والجولان السوري، لكنهم في الوقت ذاته لم يضعوا"حلولاً سحرية"لما اجتمعوا من أجله في الرياض خلال اليومين الماضيين وهو كيفية اكتشاف الموهوبين ودعمهم."بيان الرياض"الذي صدر أمس في ختام المؤتمر الذي حضره وزراء التربية العرب بعنوان:"تربية الموهوبين... خيار المنافسة الأمثل"، لم يشر إلى ما أنجزه"حاملو لواء التربية العرب"خلال الأعوام الماضية لرعاية الطلاب الموهوبين، واكتفى ب"فرش الحرير"أمامهم وطمأنتهم إلى أن الاهتمام بهم بات"خياراً استراتيجياً لدعم التنمية ومواجهة التحديات التي تفرضها المتغيرات الدولية والتركيز على الاقتصاد القائم على المعرفة والتنافس على الكفاءات الموهوبة والمبدعة في شتى المجالات". راجع ص4 هذا الأمر أثار حفيظة عدد من المعنيين بالشأن التربوي الذين رأوا في"بيان الرياض"محاولة من الوزراء لوضع المتابع العربي في خانة"الأمل"بما سيكون عليه الموهوبون وليس بما حظوا به حتى الآن في ظل حديث الوزراء أنفسهم عن"إمكانات مادية وبشرية ينعم بها العالم العربي". وقال أحدهم:"وكأنّ وزارت التربية العربية تستفيق الآن من سباتها، وتعتبر كل ما فاتها فات أيضاً على جميع شعوب الأرض". وحاز الشأن السياسي البحت على مساحة واسعة من البيان، إذ عبر الوزراء عن"الامتعاض الشديد من التجاوزات التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني"، كما رأوا أن"الأوضاع غير المستقرة التي يمر بها عدد من المناطق العربية ومنها العراقولبنان والسودان والصومال والجولان السوري المحتل وغيرها تؤثر في وحدة الصف العربي والاستقرار في المنطقة، وتسهم في التحدي الذي تعيشه المنطقة من أجل النهوض بجوانب التنمية المختلفة، سواء على المستوى التربوي والتعليمي أم المستويات الأخرى". وهنا تساءل أحد الحاضرين عندما رأى البيان:"ما شأن مؤتمر عن الموهوبين بالسياسة، هل سيرسلون بيانهم هذا إلى الأمم المتحدة؟!"، معتبراً حديثهم عن السياسة وسيلة لصرف الأنظار عن إهمالهم في خلق الموهوبين والنهوض بالأمة.