سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يؤكدون أن تركيبة "الكبسولات" الطبية ملك لعائلات تسكن أوروبا الغربية . دول إسلامية تفشل في فك لغز "الجيلاتين" والسعودية وإيران ومصر ... تدعم إيجاد "البديل"
دخلت الكبسولات الطبية منعطفاً جديداً، بعدما عجزت مراكز الدراسات والأبحاث في 44 دولة إسلامية عن كشف أسرار تركيبة"الجيلاتين"، المادة الرئيسة في إنتاج هذه الكبسولات الدوائية، خصوصاً وأن جزئيات هذه التركيبة السرية هي ملك لعائلات معروفة تسكن في أوروبا الغربية، ولا ترغب في دخول شريك جديد معها في هذه الصناعة، والتي تدخل أيضاً في الصناعات الحربية المهمة. ويعتبر الخبراء أن صناعة الجيلاتين"الشفاف"من الأسرار المعقدة جداً، والتي يصعب في الوقت الراهن معرفتها، بعدما رفضت تلك العائلات بيع تقنياتها للمستثمرين في الدول الإسلامية، كونها تنتج نحو 93.3 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من الجيلاتين، وتدر أرباحاً ببلايين الدولارات. الخلاف الدائر حالياً بين علماء الشريعة وشركات الأدوية العالمية يرجع إلى اعتماد هذه الشركات على جلود الخنازير وعظامها في إنتاج الكبسولات الدوائية، وهو ما تحرمه الشريعة الإسلامية، ما دفع بعض رجال الأعمال في إيران ومصر والسعودية، إلى البحث سريعاً عن البديل الشرعي لصناعة الجيلاتين"الإسلامي"، ومن ثم تصديره إلى الدول الإسلامية. وكشف خبير زراعي ل"الحياة"أنه حاول الوصول لهذه التركيبة من خلال زيارات متواصلة لصنّاع"الجيلاتين"في أميركا، وجنوب إفريقيا، وأستراليا، وألمانيا، إلا أنهم رفضوا الإفصاح له عن التركيبة العلمية ل"الجيلاتين الشفاف"، مضيفاً أن هناك مصنعين في مصر وماليزيا ينتجان عشرة في المئة فقط من حاجة الدول الإسلامية للجيلاتين الصلب، والذي يدخل في صناعة المواد الغذائية، ولا يدخل في صناعة الكبسولات الدوائية. وأشار المهندس محمد حبيب البخاري، إلى أن إيران أنشأت مصنعاً لإنتاج الجيلاتين"الشفاف"بملايين الدولارات، إلا أنها توقفت عن تشغيل مصنعها بعد أن عجزت في الوصول لسر هذه التركيبة، ولاتزال مراكز الأبحاث الإسلامية تسعى حالياً لاكتشاف"الجيلاتين الإسلامي"، الذي لا تستخدم فيه أي من مكونات الخنزير لتصديره إلى مستشفياتها. وقال البخاري:"إن مستثمرين إيرانيين طلبوا مقابلته في محافظة جدة خلال الفترة الماضية، في محاولة منهم للحصول على معلومات عن الجيلاتين الشفاف، بعدما علموا عن اهتمامه بهذه الصناعة، إلا أنه رفض التعاون معهم في هذا الشأن على رغم أنه لا يمتلك التركيبة العلمية الكاملة لهذا الجيلاتين". وذهب المهندس الزراعي إلى أن عائلة إيطالية حاولت شراء مصنع الجيلاتين المصري الذي بلغت كلفة إنشائه نحو 35 مليون جنيه مصري، وينتج ما يقارب 30 طناً سنوياً من الجيلاتين الصلب، بحجة رغبتها في تطويره، إلا أن المصريين تنبهوا لأهمية هذا المصنع، ما دفعهم بالمطالبة ب400 مليون جنية مصري للتنازل عنه، الأمر الذي أفشل عملية البيع. وشكك الخبير الزراعي في وصول مستثمرين سعوديين إلى التركيبة السرية ل"الجيلاتين الشفاف"بعدما أعلن عدد منهم في 18 كانون الأول ديسمبر 2007 عن إنشاء مصنع بكلفة 80 مليون ريال في مكةالمكرمة مع شريك صيني لإنتاج الجيلاتين، عبر الاستفادة من مخلفات الأضاحي وعظامها وجلودها، لتوفير كبسولات طبية شرعية بعيدة من الشبهات الشرعية. وقال البخاري:"إن صناعة الجيلاتين الذي يدخل في تركيبة الكبسولات الدوائية يتم تداولها بحذر بين العائلات المالكة في أوروبا الغربية، وبالتالي يستحيل تسريبها إلى مستثمرين جدد، لمنع المنافسة في هذه الصناعة التي تعتمد حتى الآن على مكونات الخنزير. ولفت البخاري إلى أن الدول الإسلامية لا تزال حتى الآن تعتمد على الجيلاتين الذي يستخرج من جلود الخنازير وعظامها في صناعة عدد كبير من الأغذية الاستهلاكية، ومستحضرات التجميل، بنسبة 55 في المئة، إضافة إلى كبسولات الدواء كافة. ودعا في الوقت ذاته الحكومات الإسلامية إلى دعم المراكز البحثية للوصول إلى البديل الشرعي والآمن للجيلاتين، والذي يتم استخدامه حالياً في كثير من الصناعات، على رغم اعتراض رجال الدين، وتحريمه وفق ما جاء في الشريعة الإسلامية.