تبادل فريقا الأهلي والاتحاد، ممثلا الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا الدور بينهما، فكما غادر الأهلي الأسبوع الماضي جدة متوجهاً إلى العاصمة القطرية الدوحة، لمقابلة فريق السد القطري، كان الاتحاد ينتظر ضيفه فريق كورفتشي الأوزبكي في جدة. ومع انطلاق منافسات الجولة الثانية، يستقبل فريق الأهلي في جدة، فريق الكرامة السوري، فيما استقبلت مدينة حلب السورية وفريقها الاتحاد، فريق الاتحاد السعودي الذي يحل ضيفاً على سميه الاتحاد. ويمكن القول إن مواجهتي اليوم في جدة وحلب، تعتبران من أقوى مواجهات الجولة الثانية في مجموعات البطولة السبع، عطفاً على مستويات الفرق الأربعة وطموحها، ورغبتها في تجاوز هذا الدور إلى الدور التالي، والأدوار التي تليه. وتكتسب مباراة الأهلي وضيفه الكرامة السوري أهمية كبيرة للفريقين، وتمثل منعطفاً مهماً لهما في المجموعة الثالثة، التي يتصدرها فريق الكرامة بعد فوزه الكبير على فريق الوحدة الإماراتي في مباراتهما الافتتاحية 4-1، ما يعزز عنده الرغبة غي العودة إلى دمشق بنقاط مباراته أمام الأهلي السعودي. وفي المقابل، فإن لقاء الكرامة بالنسبة للأهلي، هو أشبه ب"إعادة الكرامة"للفريق الأهلاوي، الذي خسر مباراته الافتتاحية أمام السد القطري في الأسبوع الماضي، بعد جملة من الأخطاء التكنيكية والتكتيكية التي وقع فيها مدربه الصربي نيبوشا، إضافة إلى أخطاء دفاعه وحراسته التي كلفته ضياع نقاط المباراة. وقد شهدت تدريبات الفريق بعد عودته من الدوحة، رغبة واضحة في تصحيح أخطاء المباراة السابقة أمام السد القطري، وتعويضها في لقاء اليوم أمام الكرامة السوري، على رغم قوة الفريق السوري، وارتفاع معنويات لاعبيه. لكن عوامل عدة قد تمكن فريق الأهلي من تحقيق مراده هذا المساء، ومصالحة جماهيره الكبيرة التي ستزحف منذ عصر اليوم إلى إستاد الأمير عبدالله الفيصل لمساندة فريقها المجروح، وأولها عامل الجمهور. فيما مثلت الزيارة التي قام بها عضو شرف النادي البارز الأمير خالد بن عبدالله للفريق، وحضوره التدريب الرئيسي الأخير، واجتماعه باللاعبين والجهازين الإداري والفني، دعماً معنوياً كبيراً للفريق، وحافزاً مهماً يسبق مباراة الليلة المهمة في مشوار الفريق في هذه المجوعة. كما أعطت عودة اللاعب تيسير الجاسم لقائمة الفريق الرئيسية، بعد غياب عن مباراة السد وعدد من مباريات الفريق المحلية، ارتياحاً للجهاز للفني والجمهور الأهلاوي، حيث يعزز وجوده في تشكيلة الفريق حظوظ الأهلي في الخروج بنتيجة إيجابية من لقاء اليوم، مع ما يمثله من ورقة هجومية مهمة ومؤثرة في تشكيلة الفريق الأهلاوي. لكن ذلك لا يعني سهولة مهمة الأهلي، فالفريق الضيف قادم وهو يحمل معه صدارة مستحقة، أكدها برباعية في مرمى فريق الوحدة الإماراتي، كشفت عن قوة هجومية لا يستهان بها، وهو للتذكير سبق أن أقصى فريق الاتحاد السعودي في مباراة الإياب لدور الثمانية من البطولة السابقة، برباعية مماثلة، بعد أن كان خسر مباراة الذهاب في جدة بهدفين نظيفين. ولعل مؤشرات التدريبات الأخيرة للفريق الأهلاوي التي سبقت مباراة اليوم، واستناداً إلى اجتماعات ومناقشات مع المدرب، تكشف عن ملامح تشكيلة واقعية سيدخل بها الفريق الأهلاوي مباراة اليوم، قد تشهد بعض التعديلات في خطوط الفريق الثلاثة، لكن أهمها هو عودة تيسير الجاسم إلى خط الوسط، واعتماد المهاجم البرازيلي فال بيانو لاعباً أساسياً، ليكون المهاجم الثاني إلى جانب مالك معاذ. على الجانب الاتحادي، فإن البداية الطيبة لعميد الأندية السعودية، وحصوله على نقاط مباراته أمام ضيفه الجديد على البطولات الآسيوية، وحديث التأسيس، لا تعكس مطلقاً مستوى الفريق الاتحادي، أحد أبرز الفرق الآسيوية، وأكثرها تمرساً وخبرة وحملاً لألقاب دوري أبطال آسيا، حيث جاء الفوز متأخراً ومتعسراً في الجولة الأولى. وتتطلب مباراة اليوم لفريق الاتحاد، التي يواجه فيها مضيفه فريق الاتحاد السوري في مدينة حلب السورية، وفي مواجهة جمهور لا يتوقف عن الهدير طوال المباراة، جهداً مضاعفاً، إن أراد الاتحاد العودة بنقاط المباراة، أو انتزاع نقطة واحدة على أقل تقدير من ملعب الخصم، لا سيما أن الفريقان سيجمعهما لقاء العودة في جدة.پ إلاّ أن المهم لفريق الاتحاد ومدربه سوارس، عدم التهاون بالفريق الخصم، الذي نجح في العودة من إيران بفوز مهم على أصفهان الإيراني، وهو دليل على قوة وصلابة الفريق السوري.