في خطوة جديدة تهدف إلى الحد من استهلاك المياه الجوفية في السعودية، وافق مجلس الوزراء أمس على الخطة الوطنية لتشجيع صناعة الأعلاف المركزية وحسن استخدامها ودعم مدخلاتها، التي أقرها مجلس الشورى في قراره رقم 67/53 بتاريخ 1428/11/16ه. وأشار القرار إلى أن من أبرز ملامح الخطة أن تعمل وزارة الزراعة على تقدير الأعلاف المنتجة محلياً وحالة المراعي وإنتاجيتها بشكل دوري، ومتابعة أسعار الذرة الصفراء وكسَب فول الصويا وهما أشهر مدخلين علفيين في تغذية الحيوان في الأسواق العالمية، والتعاون مع اللجنة الوزارية المكونة من وزراء المال والتجارة والصناعة والزراعة، وذلك بمراجعة حصص مصانع الأعلاف وتقدير نسبة الإعانة على مدخلات الأعلاف. ورحب مدير إدارة التسويق الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور سعد خليل في حديث إلى"الحياة"بقرار مجلس الوزراء، وقال:"يأتي صدور موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية الأعلاف، تأكيداً لتوجه الدولة للمحافظه على المياه، من خلال إيجاد بدائل مناسبة للأعلاف الخضراء التي تُزرع محلياً وتستهلك كميات عالية من المياه الجوفية. وأضاف:"وتأتي موافقة مجلس الوزراء بمثابة الدعم للأعلاف المركبة المنتجة محلياً والمستوردة من الخارج لما لها من قيمة غذائية عالية عند استخدامها في تغذية الماشية". ووفقاً للخبراء، ستسهم استراتيجية الأعلاف في توفير بدائل للشعير المستورد وفول الصويا والذرة المستوردة، التي بلغ دعمها 1200 ريال لطن الشعير، و500 ريال لطن الذرة وفول الصويا. وتوضح الإحصاءات أن المملكة تقدم دعماً سنوياً يقدر بنحو 500 مليون ريال لدعم الشعير، وقرابة 250 مليون ريال لدعم الذرة وفول الصويا، قبل رفع الدعم الى 1200 و500 ريال لطن الشعير والذرة على التوالي. وأضاف خليل أن دعم الدولة يأتي لارتفاع أسعار الشعير في الأسواق العالميه، إذ فاقت 300 دولار 1125 ريالاً للطن، نتيجة لقلة المخزون العالمي بسبب الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها مناطق الانتاج في العالم من فيضانات وجفاف. وأضاف أن استراتيجية الأعلاف ستُشجع على التوسع في مصانع الأعلاف في مختلف مناطق المملكة التي يدعمها البنك الزراعي من خلال الإقراض والإعانات، ونتوقع في المستقبل القريب توافر البدائل المناسبة في الأسواق من الأعلاف المركبة، وبالتالي عدم الاعتماد على الاستيراد والتوفير على خزانة الدولة مبالغ ضخمة يمكن استخدامها في دعم القطاع الزراعي المحلي. يذكر أن وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم كان أشار في حديث سابق مع"الحياة"، إلى ارتفاع أسعار الأعلاف داخلياً، وقال بالغنيم في حديثه إن الدولة تدعم حالياً 10 مدخلات لإنتاج الأعلاف، مثل: الذرة الصفراء والشامية والبرسيم المجفف وكذلك فول الصويا وغيرها، كما أن الشعير مدعوم منذ 30 عاماً، فالطن يصل دعمه إلى 700 ريال، بمقدار 35 ريالاً للكيس الواحد، وتهدف الوزارة من هذا الدعم إلى أن يصبح سعر الشراء من الخارج أقل من كلفة زراعته داخلياً. وذكر بالغنيم أن أسعار الشعير شهدت تراجعاً خلال الشهر الجاري بنسب كبيرة، إذ تراجع سعر الكيس إلى 39 ريالاً بمختلف منتجاته، سواء الأوروبي أو الأسترالي، لافتاً إلى أنه قبل شهرين تراوح سعره بين 50 و55 ريالاً. وأكد بالغنيم أن الموافقة على استراتيجية الاعلاف الجديدة المقدمة لمجلس الوزراء، ستُخفف من الضغط على مصادر المياه وتُحسن من الأعلاف المركبة، إذ يمكن الاعتماد عليها بدلاً من الشعير، لانخفاض كلفتها وجودة الوضع الصحي. من جهته، قال رئيس لجنة الأعلاف في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبدالله الربيعان لپ"الحياة": إن السعودية تستورد ما بين 8 و 9 ملايين طن سنوياً من الشعير وكسب فول الصويا والذرة"، مضيفاً أن التركيز على كسب فول الصويا والذرة الصفراء يأتي لأن هاتين المادتين من المواد التي تعرف أسعارها عن طريق البورصة. وأشار الربيعان إلى أن استخدام الأعلاف المركبة وحدها قد يضر بالماشية.