فيما استاء عدد من مديري ومعلمي الصفوف الأولية في مدارس المرحلة الابتدائية من قرار وزارة التربية والتعليم الأخير بتمديد دواماتهم أسبوعين في نهاية العام الدراسي، علمت"الحياة"من مصدر مطلع أن"التربية"تفكر جدياً في التراجع عن قرارها الذي سيطبق للمرة الأولى هذا العام"ولن يستمر العمل به في الأعوام المقبلة". وبحسب من تحدث إلى"الحياة"من معلمي ومديري المرحلة الابتدائية فإن القرار لا توجد له مبررات واضحة عند الوزارة، مشيرين إلى أن سلبياته تغلب على إيجابياته"إن وجدت له أي إيجابية في الأصل!". وعلى حد وصف مدير مدرسة زهير بن أبي سلمى الابتدائية عبدالناصر المانع فإن قرار تمديد مدة الدراسة إلى 18 أسبوعاً"في غير محله، لأن المعلمين انتهوا من توزيع المنهج في بداية هذا الفصل، فالقرار وصل متأخراً وهذا أمر مربك للمعلمين، فضلاً عن أن مناهج طلاب المرحلة الابتدائية لا تحتمل إضافة مدة أسبوعين، فهي مناهج قصيرة إلى درجة أن كثيراً من المعلمين ينتهون من تدريس كامل المنهج قبل نهاية الفصل الدراسي بأسبوع واحد، الذي يشهد عادة الانتهاء من الاختبارات الشفهية". واستطرد المانع في الحديث عن مساوئ القرار وقال:پ"علينا أن نعرف أن قرار التمديد يقضي بالضرورة أن يواصل طلاب الصفوف الأولية الدراسة وأداء الحصص، بينما طلاب الصف السادس يؤدون اختباراتهم النهائية، وفي هذا تشويش كبير على جو الاختبارات، لأن طلاب الصفوف الأولية من الصف الأول حتى الخامس كثيرو الحركة ويحتاجون على الدوام إلى الاستئذان والخروج من الفصل إلى دورة المياه، بجانب خروجهم في الفسحة للإفطار". التشويش على جو الاختبارات الذي تحدث عنه المانع دفعه ومدير مدرسة آخر اسمه عبدالله الشهري، إلى"عزل طلاب الصف السادس عن غيرهم من طلاب المدرسة، وسنحاول أن يكون طلاب الصف السادس في دور وفصول بعيدة من الصفوف الأخرى". وعلى رغم اعتراف الشهري بأن ضجيج الصغار عند خروجهم للفسحة يسمع في جميع أرجاء المدرسة إلا أنه أشار إلى"أن هذا هو الحل الوحيد الذي أملكه". أما معلم الصفوف الأولية عبدالعزيز سعيد فيرى أن القرار"افقد تدريس هذه المرحلة ميزته الوحيدة وهي الانتهاء باكراً والحصول على إجازة قبل المعلمين بأسبوعين"، لافتاً إلى أن"تدريس الصغار مهمة يهرب منها كثير من المعلمين، ولكن الإجازة هي الميزة الوحيدة لتدريسهم، وعلى هذا أتوقع أن يتهرب المعلمون من تدريس هذه المرحلة بعد فقدان الميزة". من جهته، أوضح مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم أن تطبيق قرار تمديد الدراسة في مرحلة الصفوف الأولية إلى 18 أسبوعاً بدلاً من 16 لن يطبق في الأعوام المقبلة، لافتاً إلى أن الوزارة"تفهمت استياء المعلمين وأولياء الأمور من القرار الذي سيكتفى بتطبيقه في العام الحالي فقط".