"المملكة العربية السعودية موطن جميع العرب، بل موطن كل إنسان شريف"... كلمات بسيطة صادرة من القلب للقلب... سيدي ووالدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال هذه الكلمات البسيطة والمختصرة أمام ضيوف"الجنادرية"، بعدها بيوم واحتفالاً بفوزه بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، قال وبتواضعه الذي أصبح مضرب المثل"ترددت في قبول هذه الجائزة لأنني أرى أن هناك الكثير من أبناء الإسلام من هو أحق مني، ولكن تقديراً لأعضاء الجائزة وثقتي في نزاهتهم قبلت هذه الجائزة". كلمات تسجل بحروف من ذهب، قال إن هذه الجائزة يستحقها كل إنسان يقوم بواجبه المهندس، والجندي، والطالب، والعامل... كلمات تؤكد التواضع الفطري الذي يتسم به والد الجميع، خادم الحرمين الشريفين، الذي أحبه شعبه حباً صادقاً لأنه يعمل بصدق وإخلاص من أجل هذا الوطن والمواطن. خادم الحرمين الشريفين كان ولا يزال يخدم الإسلام بكل اقتدار وإخلاص وبالتواضع والسماحة، يخدم الإسلام من خلال الذين يعملون معه، وقد كان لي شرف الحصول على ثقته مديراً لمكتب الحرس الوطني في القاهرة، وقد كنت أعمل جاهداً ومخلصاً للتأكيد على أن هذه الثقة في محلها، كنت أحرص على توزيع كتاب الله القرآن الكريم على الأشقاء في مصر، وكان أخي وزميلي الدكتور إبراهيم أبو عباة رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه في الحرس الوطني متعاوناً معنا إلى أبعد الحدود، يزودنا بكتاب الله سنوياً في رمضان، وبالآلاف من النسخ، نوزعها على المسؤولين والكتّاب والعلماء والمفكرين والفنانين، مرفقة بخطاب تهنئة بهذا الشهر الفضيل، كما كان يزودنا بأمهات الكتب، التي تطبع على نفقة خادم الحرمين الشريفين لتوزيعها على المكتبات والأفراد. فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ? رحمه الله - حينما تدهورت صحته، ودخل المستشفى كان محل تقدير ورعاية واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي اتصل به شخصياً بعد تكليفي بالذهاب إلى المستشفى من الأمير تركي بن عبدالله مستشار خادم الحرمين... والقصة تبدأ عندما أبلغت رئيس الديوان الملكي خالد التويجري حالياً، وكان حينها سكرتيراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين ? حفظه الله ? حينما كان ولياً للعهد بدخوله للمستشفى، ولا أبالغ، فما إلا دقائق ويتصل الأمير تركي بن عبدالله مستشار خادم الحرمين ويطلب مني تقريراً مفصلاً عن حالته الصحية، ويطلب مني الانتظار في المكتب حتى الساعة الرابعة عصراً، ثم اتصل بي مرة أخرى وطلب مني الانتقال إلى المستشفى، لأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ? وحينها كان ولياً للعهد ? يريد الاتصال شخصياً بالشيخ الشعراوي للاطمئنان على صحته إذا كان يستطيع التحدث. انتقلت إلى المستشفى وأبلغت الشيخ الشعراوي ? الذي كان نائماً حينها ? ولما علم بذلك ? ومن دون أن أبالغ ? قال: الأمير عبدالله؟ ودعا له وكانت عيناه تدمعان، ثم لحظات اتصل بعدها الأمير تركي على الهاتف الجوال وطلب تليفون الشيخ الشعراوي الثابت، الأمير تركي قبل هذه الكلمات طلب أن أعطيه معلومات عن حالة الشيخ الشعراوي ورغبته إذا كان له رغبة معينة؟ وبعد اتصال خادم الحرمين الشريفين دمعت عيناه وأخذ ? ومن دون مبالغة ? لحظات بل دقائق يدعو للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك فهد، يرحمه الله، ولولي عهده وللأسرة المالكة وللشعب السعودي... وخرجت من عنده وهو على هذه الحال. بعدها في اليوم التالي الساعة الثانية ظهراً اتصل بي الأمير تركي بن عبدالله وطلب مني زيارة الشيخ الشعراوي، الذي كنت أحرص على زيارته لإبلاغه بتحقيق رغبته الشخصية، وإرسال عشرة آلاف نسخة من القرآن الكريم وصلت عن طريق السفارة، إذ تم التنسيق مع المسؤول فيها، وإيصالها له في البيت بعد خروجه من المستشفى، ولن أنسى حديثه، وهديته التي كانت عبارة عن بشت مما يرتديه علماء الأزهر الذي ما زلت أحتفظ به. هذه صورة عن قرب من صور خدمة الإسلام من لدن الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين عن طريق العاملين تحت توجيهاته السديدة، تصب في معين خدمة الدين الحنيف الذي حق لنا أن نفتخر بأن يمنح جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام. رحم الله شيخنا الشعراوي وأكثر من أمثاله، وأطال الله عمر والدنا خادم الحرمين الشريفين، والوالد ولي عهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وحفظ الله بلادنا الغالية من كل شر. عضو هيئة حقوق الإنسان