حذّر وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ دعاة وزارته من"إعادة تكرير"خطاب سلف، قد لا يناسب المرحلية التي يعيشونها. داعياً إلى التأسي بالأنبياء والمرسلين، الذين وإن أتوا بدين واحد إلا أن خطابهم في تبليغه كان مختلفاً، فإبراهيم غير موسى وعيسى وخاتم الأنبياء محمد، عليهم الصلاة والسلام. جاء ذلك في سياق تحفيزه الدعاة على الاستفادة من الحشود الدعوية التي أمّت منذ الثلثاء الماضي منطقة جازانجنوب السعودية، وتسابقت في عرض تجاربها في تبليغ دين الله، في مهرجان"كن داعياً"الذي تنظمه الوزارة على مدى تسع سنين. وقال:"الوزارة تسعى من خلال تنظيم هذه المعارض الدعوية إلى تحقيق هدفين، أولهما إظهار الوسائل المعروفة المستعملة القائمة، الحديث منها والقديم، وتقديمها بين يدي الداعي والممتهن للدعوة بل وعموم أبناء الأمة، للاحتراف في تطبيقها والإبداع في ذلك، وبيان خير السبل الموصلة إلى أفضل النتائج في إيصال هداية البلاغ، والثاني: توجيه نظر المحترفين للدعوة والممتهنين لها إلى ابتكار وسائل جديدة وتقويمها وضبطها شرعاً وإشهارها بين الناس، حتى يسهل العمل بها وتصل الدعوة إلى المستهدفين بها، فتحقق مهمة البلاغ لمن يشاء الله هدايته". وأكد أن"معارض الدعوة تضع بين يدي الزائر جميع الوسائل التي تظهر في الساحة بينة ظاهرة، موضحة له كيفية استخدامها والإفادة منها، وقال:"إننا في كل معرض نحاول أن نعرّف الزائر بالوسائل الجديدة والحديثة في الدعوة إلى الله"، مؤكداً أن كل فرد من أمة محمد عليه واجب عيني بمقدار علمه. واعتبر بين أهم إضافات المهرجان التاسع لوزارته، تخصيص جناح يوثق حصاد أعوام من المكافحة الفكرية للإرهاب، قال إنه"يتضمن أبرز الأعمال التي قامت بها الوزارة للتصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع السعودي، من خلال مجموعة من البرامج الدعوية، سواء أكانت محاضرات أم كلمات وعظية أم ندوات أم خطب جمعة، إلى جانب المعارض التوعوية المتنقلة، في أنحاء المملكة، وكذا الكتب والكتيبات والمطبوعات التي تم إعدادها لهذه الغاية، إذ تجاوز مجموعها عشرة ملايين برنامج دعوي كان لها أثر كبير في تحصين أفراد المجتمع، لاسيما الناشئة والشباب وتبصيرهم وتحذيرهم من مخاطر هذا الفكر المنحرف، ومحاربة متبنيه الذين حادوا عن الصراط المستقيم، وبيان وسطية الإسلام واعتداله". وشدد آل الشيخ في التنبيه على دعاته، أن يراعوا أحوال المدعوين، وكذا الظروف الزمانية والمكانية أثناء الدعوة إلى الله. وأكد أن"اللغة والعقل والإدراك والشعور لدى المخاطبين بالدعوة تختلف من زمن إلى زمن، ولهذا نوع الله - جل وعلا - بين منطق الأنبياء والرسل فنجد في القرآن أن لغة إبراهيم في عرض الدعوة تختلف عن عيسى، وهو الذي نسميه"الخطاب"، أما المحتوى والمضمون فواحد، فالرسل - عليهم السلام - اختلف بيانهم، واختلفت ألفاظهم باختلاف طريقة الخطاب بينهم وبين أقوامهم، ولكن الرسالة واحدة وهي عبادة الله وحده من دون سواه قال تعالى:"ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت". حشد من النجوم الشرعيين من جانب آخر، كثفت اللجنة المنظمة للمعرض هذا العام برنامجها الدعوي المصاحب للمعرض، وحشدت له معظم نجوم الشريعة والدعوة والإفتاء. مثل المفتي العام وأعضاء في هيئة كبار العلماء وإمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس، والداعية الشعبي الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني. إذ ألق أولى المحاضرات المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بعنوان:"الدعوة إلى الله وفضلها"في الثامن والعشرين من محرم الجاري في جامع خادم الحرمين الشريفين في جازان بعد صلاة المغرب، وفي التاسع والعشرين من الشهر ألق الشيخ الدكتور أحمد بن علي سير مباركي محاضرة بعنوان:"الفتوى وخطر القول على الله بغير علم"بعد صلاة المغرب في الجامع ذاته. وفي غرة شهر صفر، يلقي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس محاضرة بعنوان:"الحوار والتعامل مع المخالف"، وفي الثاني من الشهر نفسه يلقي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان محاضرة بعنوان:"أحكام التعامل مع غير المسلمين"، وفي الثالث منه يلقي الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص محاضرة بعنوان:"حقوق الراعي والرعية". وفي الرابع من الشهر يلقي الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث محاضرة بعنوان:"فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"بعد صلاة المغرب، وفي الخامس يلقي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري محاضرة بعنوان:"منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله"، وفي السادس من الشهر يلقي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق محاضرة بعنوان:"لزوم الجماعة وخطر الفرقة"، وفي السابع من الشهر يلقي الشيخ الدكتور عبدالله بن المحفوظ بن بيه الشنقيطي محاضرة بعنوان:"الإرهاب تشخيص وحلول"وذلك في قاعة المحاضرات في المعرض. وأما المدير العام لفرع الوزارة في منطقة الرياض الشيخ عبدالله بن مفلح آل حامد، فيؤكد أن معارض"كن داعياً"أسهمت في زيادة التعريف بفضائل الدعوة إلى الله، وذلك بفضل التوجهات الكريمة من أولي الأمر بهذه البلاد المباركة والخطط الدعوية التي تعطيها الوزارة جل اهتمامها، والاستفادة من البحوث التي تطرح بآراء العلماء والمشايخ للعمل الدعوي على الوجه الصحيح، إضافة إلى الاستفادة من الوسائل الحديثة، وتطويع هذه الوسائل للاستفادة منها في ما يخدم الدعوة إلى الله. حصاد تجربة وأكد المدير العام لفرع الوزارة في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله بن محمد اللحيدان إسهام معارض"كن داعياً"في زيادة التعريف بفضائل الدعوة ومكانتها، وهذا الأمر معلوم من الجميع، وقال: كنت مسافراً إلى دولة غير عربية، فقابلت رجلاً كان موجوداً في المملكة للزيارة، وصادف وجوده أن مر على أحد معارض الدعوة هنا، فما أن رأى بطاقتي التعريفية وعليها شعار الوزارة حتى انبسطت أساريره، والتفت بأجمعه، ثم قال:"هذي وزارة معرض دعوة"، ثم أخبرني عن انطباعه الجميل لذاك المعرض وكيف انه يُمني نفسه وأهله بالعودة إلى المملكة للعمرة والزيارة في وقت يتمكن معه حضور المعرض مرة أخرى . أما المدير العام لفرع الوزارة في منطقة القصيم الدكتور علي بن محمد العجلان فقال: إن فكرة إقامة المعرض ذات ثمار عديدة، في تعريف الناس جميعاً بأهمية الدعوة إلى الله وشرف القيام بها، التي من أهدافها الدعوة إلى العقيدة الصحيحة التي يعبدون الله على أساسها، والشريعة التي يتعاملون بها، والسلوك الذي ينظم حياتهم، فنحن نلحظ هذا من شعار هذه المعارض"كن داعياً"، وهو إبلاغ الناس أن بإمكانهم أن يكونوا دعاة إلى الله إذا نقلوا الدعوة إلى الله بهذه الوسائل من الكتاب والشريط والنشرة والمطوية وغيرها من وسائل الدعوة المتاحة مدركين فضل الدعوة إلى الله، وأنها من مهمات هذا الدين وأهله المنتسبين إليه علماء كانوا أو طلبة علم أو موجّهين. وأكد أن الدعوة الإسلامية هي دعوة لكل الناس، وصالحة لكل زمان ومكان، ويستوجب استعمال كل وسيلة مشروعة من شأنها أن تحقّق من خلالها أهداف الدعوة، لذا احتاجت الدعوة إلى الوسائل المتعددة والمتنوعة والمتطورة، مشيراً إلى أن الوسائل تتجدد وتتطوّر وتتغير بحسب التطورات العلمية والتقنية، فالداعية الحكيم البصير هو الذي يعمد إلى استخدام مختلف هذه الوسائل بأنواعها وأشكالها، ومعرفة سبل الاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخير المشروع منها في شأن الدعوة وإبلاغ هذا الدين.