بحر وأنثى كانت الشمس قد أوشكت على الغروب، بدت خيوطها الذهبية تمتزج بزرقة البحر وكأنها قناديل صغيرة تضيء من بعيد. اقتربت المرأة نحو الشاطئ، حدقت عبر الفضاء الرحيب لم يكن بينها وبين البحر حجاب. تركت أسمالها الرثة قرب الشاطئ المقفر، توغلت عميقاً نحو البحر وهوت كنجمة مضيئة. مكابدة على قمة جبل شاهق، استفاق الصقر من إغفاءة قصيرة. نفض جناحيه الأسودين، رأى سحابة مكللة بالبروق تجري في السماء، هب لمطاردتها، وعندما شعر بالهزيمة، أدرك أن هذه سحابة وليست طريدة. تدفق قليل من غيث السحابة على قمة الجبل، أسدل الصقر جناحيه وعاد لغفوته من جديد.