لم يجد الشاب منصور حلاً ينقذ خطوبته التي باتت على وشك الانهيار، بعد ان رفع والد خطيبته، التي كان عقد قرانه عليها دعوى خلع منه، إلا ببيع جزء من جسمه، كي يتمكن من توفير مصاريف زواجه الذي تعطل لمدة خمس سنوات، وكذلك ليعول إخوته ووالدته. لينتهي به المطاف وسط"دوامة من النصب والاحتيال"، كان بطلها رجل خليجي، اشترى منه الكلية في إحدى الدول العربية بمبلغ 120 ألف ريال، بيد أنه لم يدفع منها سوى أربعة آلاف ريال. وبعد أن خاض فصولاً مطولة من"المأساة"التي مر بها، روى منصور لپ"الحياة"ما حدث له، مؤكداً"أعلم يقيناً أن ما أقدمت عليه يُعد مخالفة شرعية ونظامية، ولكن ما تعرضت له من ظروف أجبرتني على أن أبيع حتى إحدى كليتي". ويكمل شرحه تفاصيل الظرف الذي اضطره لهذا الإجراء، وما تعرض له:"أعمل في شركة خاصة، وعقدت قراني قبل نحو ست سنوات على ابنة عمي، وبعد مضي أشهر من القران، توفي والدي مخلفاً ليّ أسرة كاملة، تحملت على عاتقي أعباء العناية بها والصرف عليها، فقمت بنقل والدتي وإخواني إلى مقر إقامتي في المنطقة الشرقية، واستأجرت لهم منزلاً، وبدأت ظروفي المادية تسوء شيئاً فشيئاً، حتى أنني أجَّلت زفافي مكرهاً أكثر من مرة، وبعد خمس سنوات من عقد قراني صعقت باستدعاء من المحكمة، لحضور جلسة طلب خُلع رفعها والد زوجتي، ما أصابني بالإحباط، وبخاصة أنني تعلقت بشدة بخطيبتي، ورأيت أنه من المحال ان أطلقها، فطلبت من عمي أن يمهلني شهرين كفرصة أخيرة لأتدبر أوضاعي، ولجأت ونفسي مكرهة إلى عرض كليتي من طريق مواقع الكترونية متخصصة، حتى اتصل بيّ رجل خليجي، مبدياً رغبته في شراء الكلية، لزرعها لابنته التي توافق فصيلة دمها فصيلتي". ويكمل منصور:"كان هذا الرجل مستعجلاً جداً، وطلب ان نتقابل في دولة عربية مجاورة، لإجراء الجراحة، وأرسل لي مبلغ ثلاثة آلاف ريال، لتغطية مصاريف سفري لهذه الدولة، وسلمت نصفها لوالدتي، واستخدمت البقية في مصاريف سفري، وأوهمت أمي بأنني مسافر في رحلة عمل لمدينة جدة". وصل منصور إلى الدولة العربية واستقبله الرجل، وكان قد رتب مع منسق زراعة الأعضاء في أحد المستشفيات، الذي أدخل له منصور فوراً، وأجريت له الفحوصات الروتينية، وبعد عشرة أيام فقط، انتهت الجراحة واستأصلت كليته، وزرعت في جسد الفتاة. وبعد أسبوع من إجراء الجراحة سمح لمنصور بالخروج، ولاحظ تصرفات غريبة على الرجل الخليجي، ومماطلة خفية حينما طالبه بالوفاء، ويقول:"وعدني أنه سيسلمني بقية المبلغ في يوم خروجي، ويوصلني إلى المطار بنفسه، وأركبني في سيارة مستأجرة متوجهاً بي إلى المطار، بعد أن قام بكل إجراءات السفر والحجز، ليصارحني بأنه تعرض لنكسة مالية، ولا يملك إلا ألف ريال وضعها في جيبي وسكت. وأصبت بذهول وخيبة أمل، وطالبته بإيصالي إلى المطار، وعدت إلى السعودية، وأنا أسأل الله ان يعوضني عن ذلك أجر إحياء نفس، وهذا ما أعزي به نفسي اليوم".