أضاف أهالي مكة لحج هذا العام عملاً خيرياً جديداً تمثّل بتقديم وجبات مجانية لضيوف الرحمن، إذ اتفق عدد من أهالي ووجهاء وأعيان مكةالمكرمة على تقديم هذه الوجبة الخيرية من دون مقابل طوال أيام أداء مناسك الحج لهذا العام. وتقول المطوفة خديجة بخاري:"تحوي الوجبات الخبز والبيض واللحوم والفواكه الطازجة والألبان والحليب والمياه المبردة، وسيتم توزيعها بواسطة برادات وسيارات أعدت لهذا الغرض"، لافتة إلى أن عمل المطوفة لهذا العام توسع قليلاً، إذ أعطيت كثيراً من الصلاحيات التي كانت مقصورة سابقاً على المطوفين الرجال فقط. وأضافت:"أصبح بإمكان المطوفة أن تباشر عملها ميدانياً، وأن تشرف شخصياً على حملتها، وأن تتلمس أوضاع الحملة عن قرب من خلال طلعاتها الميدانية المتواصلة من دون الاعتماد على الرجل، بل وأصبح لها كلمتها المسموعة التي تؤخذ في الاعتبار نظير ما حققته من نجاحات باهرة في مجال الطوافة لا تقل أهمية عن نجاحات الرجل". وأشارت إلى وجود عدد من السيدات المكاويات المتطوعات اللائي نذرن أنفسهن لخدمة ضيوف الرحمن، وسخرن وقتهن وأنفسهن لهذه المهمة السامية، وذلك من خلال التواصل مع الحاجات، وزيارتهن في المستشفيات أو المخيمات، وتلمس أوضاعهن عن قرب، موضحة أن عدد المتطوعات لهذا العام زاد عن العام الماضي بنسبة كبيرة، وأصبح يضم بين كواليسه عدداً من سيدات المجتمع من مختلفة المناصب والمستويات. و قالت المتطوعة الدكتور إيمان محمود سندي:"إنني قررت مع مجموعة من زميلاتي وصديقاتي الانخراط في مجال الأعمال الخيرية التطوعية لحج هذا العام، من خلال مساعدة الحجيج والتواصل معهم في أماكن وجودهم سواء داخل المخيمات أو المستشفيات أو في أي مكان آخر". وأضافت:"إن الفريق التطوعي النسائي يتحدث لغات عدة أهمها: اللغة الإنكليزية، والتركية، والأوردية، والإندونيسية، وغيرها من اللغات الأخرى التي كانت تشكل أهم العقبات أمامهن وتجاوزنها بكل نجاح واقتدار"، مؤكدة أن الفريق التطوعي النسائي أصبح يباشر عمله وتنقلاته ومهماته بكل يسر وسهولة. وعن أهم الخدمات الخيرية التي تمنحها المتطوعة للحاج قالت الدكتورة سندي:"نمكّن الحاج والحاجة من التواصل مع أسرهم من خلال اتصالات مجانية عبر الجوال، خصوصاً لمن لا يستطيع التجوال والحركة كالمنومين في المستشفيات والعجزة، وكبار السن، ونمنحهم مبالغ رمزية بسيطة في حدود 200 ريال، خصوصاً الفقراء وكبار السن". وزادت:"كما نسعى إلى إيصال معاناتهم وصرخاتهم للمسؤولين من أجل مساعدتهم وتذليل جميع الصعوبات من طريقهم، ونوزع كتيبات إرشادية وتوعوية بجميع اللغات عليهم، من أجل تعريفهم بمحاسن ديننا الإسلامي الحنيف، وإبراز دور المرأة السعودية في ذلك". وأضافت: إن الفريق التطوعي النسائي ينتقل ويواصل مهماته التطوعية عبر حافلة خصصت لهذا الغرض من قبل الفريق، معربة في الوقت ذاته عن إعجابها بما وصلت إليه المرأة السعودية من رقي وتطور، إذ أصبحت أكثر تفاعلاً وتجاوباً مع المجتمع الخارجي المحيط بها بعد أن نجحت في كسر الحواجز والقيود التي كانت تعترض طريق نجاحها، بفضل ما وفرته لها القيادة السعودية من عون ودعم واهتمام وحنان أبوي بالغ، جعل منها المرأة الأكثر حظاً بين نساء العالم.