كشف إحصاء صدر أخيراً عن وزارة الصحة أن الوظائف المتاحة للصيادلة في القطاع الخاص تشكل ما نسبته 80 في المئة من مجمل الوظائف الصيدلية في السعودية. ومع ذلك، لا يزال غالبية الصيادلة السعوديين يفضلون العمل في الوظائف الحكومية، إضافة إلى بروز ظاهرة الهجرة من القطاع الخاص إلى الحكومي. وبحسب استطلاع أجرته مجلة"الصيدلي"، فإن 85 في المئة من العائدين إلى الوظائف الحكومية أو الراغبين في ذلك من الصيادلة السعوديين، قالوا إن فتح مجال الابتعاث أخيراً أغرى كثيراً منهم بالعودة إلى وظائف الحكومة. فيما رأى 70 في المئة أن المنافسة مع غير السعوديين تقلل من فرص العمل في القطاع الخاص، موضحين أن عدم وجود علاوة سنوية ثابتة لا يشجع الصيادلة على البقاء في القطاع الخاص. في حين اعتبر 50 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أن رواتب القطاع الخاص"ضعيفة"مقارنة بحجم العمل. وفي الوقت الذي بات فيه من المعروف أن القطاع الخاص يجتذب المهنيين اللامعين في القطاع الحكومي في المجالات كافة، يتساءل عدد من الصيادلة:"لماذا انقلبت المعادلة في مهنتنا؟ المعروف دائماً أن القطاع الخاص يجتذب المميزين من الأطباء والمحامين والمصرفيين والمهندسين والمحاسبين، فلماذا يفضل الصيادلة من دون غيرهم العودة إلى القطاع العام؟ ما هي الحوافز أو الإغراءات التي يقدمها لهم العمل الحكومي؟ وهل عناصر الجذب تقتصر على الجوانب المادية فقط أم تتدخل فيها أبعاد أخرى كالبعد الاجتماعي مثلاً؟ أم أن هناك عوائق تبعدهم عن القطاع الخاص؟". من جهته، قال مدير التسجيل في شركة"سيرفيه"فواز العنزي:"لا يشكل الصيادلة السعوديون سوى 17 في المئة من موظفي القطاع الخاص كما تشير إحصاءات وزارة العمل، وظهر للوزارة جلياً أن السعوديين يفضلون العمل الحكومي، ما جعلها تبدأ بدراسة تهدف إلى معرفة جوانب تفضيل السعوديين العمل في القطاع الحكومي على القطاع الخاص". وكان وزير العمل الدكتور غازي القصيبي أكد في نيسان أبريل الماضي أنه حين الانتهاء من الدراسة سيتم سن تشريعات تساعد في ترغيب السعوديين في العمل بالقطاع الخاص. ويشكل إحساس الصيدلي بإمكان الاستغناء عن خدماته في أي وقت، واحداً من أهم الأسباب التي تصده عن العمل في القطاع الخاص، إذ يعتبرها مخاطرة غير محسوبة العواقب، كما أن عدم وجود رؤية واضحة عن المستقبل الوظيفي في الشركة يشكل تهديداً آخر. تبين ذلك جلياً في استطلاع الرأي الذي أجرته"الحياة"مع عدد من الصيادلة السعوديين. يقول راشد الذي عمل مندوب دعاية طبية لبضع سنوات في إحدى الشركات المحلية، إن غياب الاستقرار الوظيفي كان من أهم أسباب عزوفه عن العمل في القطاع الخاص، وبرر فيصل الذي عمل مدير مستودع لدى واحدة من كبريات الشركات الموزعة للأدوية لمدة عام انتقاله إلى العمل الحكومي بشعوره ب"عدم الاستقرار". وركز"بدر"على عدم وجود رؤية واضحة للمستقبل الوظيفي في الشركة التي عمل فيها مندوب دعاية طبية لأشهر، فهو لا يدري - بحسب قوله - متى ستأتيه الترقية وإلى أي مدى سيصل. عائد غير مجز واعتبر الصيدلي"عبدالله"الذي عمل في وظيفة"مدير مكتب علمي"لأربع سنوات أن الأعمال المطلوبة من الصيدلي في القطاع الخاص لا تتناسب مع التقدير والحوافز والرواتب المقدمة. وفي حين زاد عدد من شركات القطاع الخاص السعودي رواتب عامليها بنسب تراوحت بين 10 و25 في المئة أخيراً، لتوفير بيئة تنافسية مقنعة ومواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة بحسب تقرير نشره موقع"العربية نت"في شهر آذار مارس الماضي، فإن القائمة المنشورة لم تتضمن أي شركة صيدلانية.