يتفنن الاتحاديون في قتل المواهب، ويستمتعون باحتضان اللاعبين منتهي الصلاحية، وهذه سياسة اتحادية مكشوفة ومعروفة عند كل أنصار "العميد" طوال السنوات الخمس الماضية، والشواهد على ذلك عدة ولا تحتاج لتقديمها لإثبات هذه الحقيقة، التي دفنت عدداً من اللاعبين الشبان أبناء النادي، واحتفت بلاعبين محدودي الإمكانات. القناعات الاتحادية أصابت أنصار النادي بالدهشة، والمعايير الفنية لا تدخل في حسابات تقويم اللاعبين، والعمر الزمني لا يكون ذا أهمية، وكل التفكير محصور في إنجاح الصفقات الوهمية، التي تأتي على انقاض اللبن المسكوب في ذروة الصيف، ولا بد من إنجاحها ذراً للرماد، حتى ولو دفع النادي الثمن غالياً بضياع كل بطولات الموسم كما حصل الموسم الماضي، اذ منح الاتحاديون اللاعب طلال المشعل عشرات الفرص، وفي كل مرة يؤكد انتهاء زمنه الكروي منذ خروجه من بوابة الأهلي في طريقة للنصر، لعب فيها موسمين وكاد النصر يتعرض للهبوط للمرة الأولى في تاريخه، ثم دلف بوابة الاتحاد بعملية كوبري ملتو لا يليق بوسطنا الرياضي، وعلى رغم هذا فقد الاتحاد الألقاب كافة الموسم الماضي، وأثبت في مشاركاته الموسم الماضي والموسم الحالي محدودية إمكاناته الفنية، وعدم قدرته على لعب كرة القدم، لأن مقوماته البدنية لا تساعده في الالتحام ولا تساعده في الأداء الفني المتوازن، ولا يستطيع لعب ثلاث مباريات متتالية، وهذه عيوب فنية لا ذنب له فيها، وكل الوسط الرياضي يعرف هذه العيوب، عدا قناعات الاتحاديين التي تزج بلاعب شبه معطوب فنياً وتبعد لاعبين شباناً، مثل وسام سويد الذي نتوقع أن يكون أبرز لاعب سعودي إذا حصل على الفرصة كما حصل عليها المشعل. وقناعات الاتحاديين في كبار السن لافتة للانتباه، وعلي الشهري تجاوز عمره الثلاثين، وبالتالي تصبح الاستفادة منه محدودة، وعند النادي مجموعة من الشبان القادرين على تقديم هويتهم الرياضية، خصوصاً المجموعة التي جهزها كالديرون في الأرجنتين خلال الصيف الماضي، وحارس مثل تيسير آل نتيف أخذ العديد من الفرص، وضيع الاتحاد من بطولات الموسم الماضي، باستقباله هدف ياسر القحطاني "البارد" في نهائي الدوري، ثم استقباله لهدف ناصر الشمراني "السهل" في نهائي كأس الملك ل"الأبطال"، ولا نعلم متى تتاح الفرصة للأفضل فنياً وبدنياً، والحارس الشاب مصطفى ملائكة، الذي دفع ثمن غلطته أمام الأهلي بالغياب والتغييب موسمين متتاليين، ومن المؤكد استفادته من هذا الدرس. الاتحاديون على بوابة أهم موسم رياضي في تاريخهم، والمدير الفني كالديرون جهز لهم توليفة من لاعبي الخبرة ولاعبين شبان موهوبين وثلاثي أجنبي متوافر فيه كل المواصفات التي تجلب البطولات، ولكن لابد من تغيير القناعات ولا بد من التخلص من كبار السن المشعل وال نتيف والشهري، وإتاحة الفرصة لأبناء النادي أمثال القرني والسويد والغامدي، إذا أرادوا تحقيق البطولات. [email protected]