صحيح أن الحكم السنغافوري أثر في نتيجة مباراة المنتخب السعودي أمام كوريا الجنوبية بقراره العكسي بعدم منح الأخضر ضربة جزاء وطرد الحارس الكوري بدلاً من طرد المهاجم السعودي وعدم الأكتراث لضربة جزاء واضحة كانت ستقلب وضعية المباراة ظهراً على عقب، لكن كل تلك المبررات التي سقناها في لحظة انفعال لا تعني بأن المنتخب السعودي في ذلك المساء كان قادراً على صنع الفرح حتى قبل أن تظهر تلك الأحداث على السطح. إن المنتخب السعودي الذي يخوض التصفيات النهائية عن قارة آسيا من أجل التأهل لكأس العالم المقبلة بحاجة إلى وقفة أخرى يعاد فيها رسم الخريطة من جديد، لأن الوضع الحالي وبهذه الصورة لن يمكنه من بلوغ مراده مهما كانت الأماني والتطلعات والرغبة في الإقناع، إن هذا المنتخب ربما يصل إلى النهائيات بأقل عدد من النجوم في الملاعب السعودية، وحتى عودة القحطاني والحارثي ليست الحل الذي يمكن أن يجعل المسؤولين فنياً يتجاهلون لاعبين كباراً في الدوري بإمكانهم صنع الفارق الذي يبحث عنه الجوهر في مقبل الأيام. وفي المجالس الرياضية والشارع الرياضي تأكيدات أن ثمة أمور إدارية تمنع انضمام عدد من اللاعبين المؤهلين للدفاع عن ألوان المنتخب، لكن التصريحات الرسمية تناقض ما يثار في الشارع الرياضي السعودي، ما زرع الحيرة لدى غالبية محبي ومشجعي"الأخضر"في عدم الاستعانة بلاعبين كبار ما زالوا يقدمون عطاءات مذهلة مع فرقهم المحلية، فالأسماء التي يطالب بها الشارع الرياضي لا تحتاج إلى إشارة، فهم معروفون ومجرد استدعائهم للمنتخب ستتغير الصورة بشكل كبير ويستطيع معها المنتخب العبور إلى الضفة التي يريد الوصول إليها حيث المحفل الدولي الكبير الذي اعتاد السعوديون أن يروا منتخبهم فيه منذ ستة عشر عاماً. بالتشكيلة الحالية سيكون من الصعب جداً تجاوز الكثير من المحطات المهمة بلاعبين نصفهم على الأقل يفتقدون للخبرة، ما يضع هذا الحلم في مهب الريح، ونحن هنا نتحدث عن منتخب يمثل الوطن، والمكابرة حوله أمر لا يمكن أن يكون مقبولاً، فالكل سيكون سعيداً بالانتصار إذا ما تحقق، ولكنهم في الوقت نفسه سيحملون أطرافاً معينة في كونهم السبب في وأد الحلم السعودي. بقي أن نقول إن المنتخب السعودي عندما يحصن باللاعبين المفترض وجودهم في تشكيلته لا يستطيع الاتحاد الآسيوي بلجانه وحكامه وبعض مسيريه من وقف هذا المنتخب، خصوصاً أن حظوظه في التأهل ما زالت كبيرة وممكنة. [email protected]