تقول نورة وهي سيدة سعودية مطلقة:"سأعلقك كلمة طالما سمعتها من زوجي السابق، خصوصاً عندما أطلب منه الطلاق". وتضيف:"عشت معه سبع سنوات، تعرضت خلالها لأنواع شتى من الإذلال، والتعذيب النفسي، إلى أن أصبحت في قرارة نفسي على يقين بأنه مريض نفسياً وشخصيته غير سوية، فلم يكن يريد زوجة وبيتاً واستقراراً، ولكنه يريد خادمة تقوم بخدمته، ولا يشعر بوجودها في المنزل، وليس لها أي طلبات، ولا يُؤخذ برأيها في شيء، وان تجرأت على الحديث، يكون الضرب هو نصيبي في النهاية". تقول بعد اندلاع المشكلات"استدعيت أحد أخوتي للحديث معه، فأقر بغلطه ووعد بالتغيير، إلا انه سرعان ما عاد لسابق عهده، ويعود للشجار أمام ابني البالغ من العمر ستة أعوام، وطفلتي التي تبلغ عامين". وحين تجرأت نورة على طلب الطلاق، قابلها ب"ضحكة قوية". وقال لها:"سأعلقك، ولن تكوني لي أو لغيري". وتُكمل:"اتخذت بعدها قراري، بالتوجه إلى منزل أسرتي، والإصرار على الطلاق، وكنت أعتقد بأنه سيعود لأخذي أنا وابني، إلا أن ذلك لم يحدث، حتى بعد مرور خمسة أشهر، إلى أن أكملت السنة، وأنا في منزل والدي، الذي تحرك بعدها، وفاتحه في أمر الطلاق، فأعاد عليه الجملة ذاتها التي قالها لي، وطلب منه أن يأخذني للمحكمة، لأطلب الطلاق رسمياً وأتنازل عن حقوقي كاملة". وتتابع:"بالفعل توجهت إلى المحكمة، وطلبت الطلاق، وبعد تنازلي عن كل حقوقي طلقني، وشعرت يومها أن المرأة لا حقوق لها، مع سيطرة الرجل وطغيانه، إذ تنازلت عن كل حقوقي مجبرة، لنيل حريتي منه". ولم تختلف حال منى عن نورة، إلا أنها عانت من أهلها بعد تطليقها. وتقول:"تحمّلته طوال 11 عاماً، تعرضت فيها لأنواع العذاب، أهونها البخل والكلام الجارح، وكانت أعوام زواجنا كفيلة بأن تؤكد لي أن شخصيته وأسلوبه لن يتغيرا، فكان الطلاق هو خياري الوحيد". وتوضح:"ليس من السهل على أي امرأة أن تطلب الطلاق، خصوصاً إذا كان لديها أبناء، ففي كل مرة يضربني أو يهينني فيها أمامهم، كانوا يبكون على حالي، فاخترت الطلاق، لأنه الخلاص لي ولهم، فطلبته منه، إلا انه قال:"أنت من يتوجه للمحكمة، وتطلبين الطلاق، وتدفعين لي ما أطلبه". تحدثت منى مع والدها، وأخبرته بكل ما دار بينها وبين زوجها، وأخبرته أيضاً بأنه يريد الخلع لا الطلاق، وبأنه يُفكر في طلب مبلغ مالي كبير، في مقابل خلاصها منه. وتقول:"كان والدي وإخوتي على أتم الاستعداد للدفع له، بعد أن لاحظوا عدم اهتمامه وإهماله لهم أثناء الحديث عن أمر الطلاق". وتضيف:"بعد مرور تسعة أشهر على وجودي في منزل والدي اتجهت إلى المحكمة وبعد عام ونصف العام خلعته في مقابل مبلغ مالي تشارك في دفعه والدي وأخوتي". وتساءلت منى"كيف للمرأة أن تحصل على خلاصها في مقابل المال؟ وكيف يسمح للرجل أن يطلب ما يريد؟". بدوره، قال المستشار القانوني خالد الشهراني في تصريح إلى"الحياة":"إن المرأة عندما تُطالب بحقوقها، تصطدم بتعنت الرجل، وكأنه يقول لها: لست من يجبرني على الطلاق، وعندما تهدد باللجوء إلى المحكمة، لوقوع ضرر عليها، أو مطالبتها بحقوقها، يتجه بعض الرجال للمقايضة، لنلجأ إلى ما يسمى بالخُلع، الذي انتشر أخيراً بشكل واسع، بسبب عمل كثير من النساء اللاتي يثير مصدر دخلهن شهية بعض الأزواج". وأضاف الشهراني:"في بعض الحالات لا تكون هناك مشكلات بين المرأة وزوجها، ولكنها تشعر بالملل من حياتها معه، فتلجأ للمخالعة، وتدفع عن طيب نفس، ولدينا حالة بقيت سنة وثلاثة أشهر في منزل أسرتها، ولم تُطلق، ولم يسأل الزوج، وبعدها تم الطلاق، ولم يطالب بشيء، وهناك أزواج يعاندون فيتعمدون تعليق الزوجة في منزل أسرتها، ويطلق متى شاء".