كان كثير من المنتسبين إلى القطاعين الثقافي والرياضي الذين يعملون لمصلحة وزارة التربية والتعليم يعانون من فترات الغياب الكثيرة التي كانوا يضطرون إليها من أجل مواصلة نشاطهم في الرياضة والثقافة السعودية، ومن أجل الإسهام في إنجاح المشاركات الدولية السعودية في كل أنحاء العالم. وعلى رغم التضحية الكبيرة التي كان يقدمها هؤلاء إلا أنهم كانوا يصطدمون عادة ببعض القرارات التي تختلف مع توجهاتهم، وهو ما تسبب في فصل بعضهم والحسم من مرتبات البقية، ما يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الانخراط في أي نشاط ثقافي أو رياضي، ليأتي قبل أيام قرار مجلس الوزراء الذي يسمح فيه لمعلمي ومشرفي التربية البدنية خلال السنة الواحدة بالغياب أياماً لا تتجاوز في مجموعها 45 يوماً حداً أقصى داخل المملكة و75 يوماً حداً أقصى خارج المملكة، ليحل الإشكالات التي كانت تواجه جميع الأطراف في وقت سابق، وليستفيد من ذلك أيضاً تلاميذ المدارس بعد أن يتم الحصول على موافقة خطية من أولياء أمورهم في مراحل التعليم العام ومن في حكمهم في مؤسسات التعليم والتدريب الأخرى، بالسماح لهم بالمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية الداخلية والخارجية خلال الفصلين الدراسيين. وكما هي الحال يكون الإداريون والفنيون والمدربون والحكام المشاركون في الوفود الرياضية والثقافية والاجتماعية منتدبين يعاملون وفق أحكام الانتداب، وتصرف لهم بدلات السفر من إركاب وانتداب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام أو الجهة التي طلبت اشتراكهم، وذلك طوال مدة المشاركة. لنصل في الخبر إلى استراتيجية معينة يسير عليها الجميع وفق تعاميم توزع على جميع الإدارات الحكومية وإن كان التعليم يحظى بنصيب الأسد من المشاركين الرياضيين على مستوى المملكة. ثمن المدير العام للإعلام التربوي المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم عبدالعزيز بن جارالله الجارالله القرارات التي صدرت أخيراً بالسماح للرياضيين معلمين ومشرفين بالمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية الداخلية والخارجية خلال الفصلين الدراسيين، وقال:"إن مثل هذه القرارات تسهم بشكل فعال في تطور الحركة الرياضية لتنافس على المستوى الداخلي ومنها تصل إلى العالمية، ونحن في زمن أصبحت فيه الرياضة مادة أساسية لدى شعوب العالم، فهناك دول نامية لم تعرف إلا من خلال الرياضة، وهذه القرارات لم تصدر إلا بعد الدراسة الوافية من المختصين، لتتسنى لهم المشاركة من الجميع وفق أسس متبعة يعرفها كل المنتمين إلى الحركة الرياضية". وأضاف:"من الجميل أن يجد الرياضي كل هذا الاهتمام من الجهات العليا في الدولة، ليتفرغ للمشاركة وسط ارتياح وتقبّل من جميع الجهات". من جهته، أكد مدير مركز إشراف النسيم التربوي في جدة الدكتور عثمان السهيمي أن القرارات التي صدرت ستقضي على بعض الإشكالات التي كانت تحصل في الفترة الماضية، وقال:"إن الرياضي في الوقت الحاضر يعد من أولويات اهتمام الدولة، وما صدرت هذه القرارات إلا لتبرهن على ذلك، وإذا كان هناك بعض المعارضات في السنين الماضية بحجة عدم تحمل المدير العام أي مسؤولية خلال تغيب هذا المعلم أو المشرف أو أي شخص يتبع للتعليم فإن الوقت الحاضر مختلف في ظل أن الإجازات معروفة مسبقاً، ولن نصل إلى أمور قد تأتي بالظلم على البعض". وواصل:"في السابق يعود غياب المعلم أو الشخص الرياضي إلى مدى علاقته بمديره المباشر، وهنا قد نصل إلى بعض التذبذب في قرارات المديرين، وهو ما قد يحرم رياضيين من الممارسة أو المشاركة الرياضية بسبب تعنت ذلك المدير، أما حالياً فلن تكون هناك تفرقة بين المشاركين لمعرفتهم بعدد أيام إجازاتهم خلال العام الدراسي". من جانبه، وصف الحكم الدولي ظافر أبوزندة القرارات بالنقلة في مشاركات الرياضيين المنتمين للعملية التعليمية، موضحاً المعاناة التي كان يكابدها في السنين الماضية من كثرة الغياب، قائلاً:"القرارات الصادرة تدل على حرص القائمين على المجال الرياضي بعد أن لمسوا تلك المعاناة في السابق وما تسببه من اختناق في بعض الأيام لدى لجنة الحكام على سبيل المثال، وما يزيد المشكلة التي كنا نعاني منها كحكام أننا لسنا متفرغين للرياضة، بمعنى لم ندرج تحت مسمى الاحتراف الفعلي كحكام، في حين أن بعض لاعبي فرق الممتاز لدينا محترفون فعلياً، وفي الحقيقة كنا ننتظر مثل هذه القرارات منذ زمن بعيد كي لا تصل بنا الأمور إلى ادعاء بعض الأسباب غير الصحيحة في حالة غيابنا أو وضع تقارير غير صحيحة حسبما يريد المدير المباشر، كي يحمي نفسه عندما يسأل عن عدم وجودي". من جهته، أكد مدير منتخب الشباب السعودي أحد منسوبي مركز الإشراف التربوي في شمال الرياض عبدالله المصيليخ أن قرار مجلس الوزراء الأخير في ما يخص السماح للإداريين بالتغيب للمشاركة في مهام رياضية خارج السعودية أو داخلها سيصب في مصلحة العمل، وقال:"القرار الذي أصدره مقام مجلس الوزراء السامي قرار سيفيد كثيراً مجموعة كبيرة من الزملاء من منسوبي وزارة التربية والتعليم الذين يعملون في الأجهزة الفنية أو الإدارية في الأندية الرياضية أو في المنتخبات السعودية، وسيصب القرار في المقام الأول في مصلحة خدمة الوطن من أي موقع ومكان". وأضاف:"كان كثير من الزملاء العاملين في إدارات وزارة التربية والتعليم أو في المدارس التعليمية يتعرضون كثيراً لاحراجات مع إداراتهم بسبب كثرة الإجازات التي يطلبونها عند عملهم مع الفرق أو المنتخبات السعودية في البطولات المحلية أو الخارجية، إلى جانب الغيابات التي يقدم عليها البعض، ما يوقعه في مشكلات إدارية مع جهات عمله الرئيسة". وأشار إلى أن الغيابات السابقة التي كان يقدم عليها الإداريون كادت تفقدهم وظائفهم في قطاع التربية والتعليم، وأشار إلى ان وزارة التربية والتعليم ومراكز الإشراف التربوي كافة التابعة لها في جميع المناطق عملت كثيراً منذ سنوات عدة على تسهيل المهام المكلف بها بعض منسوبيها مع الفرق والمنتخبات الرياضية داخل وخارج السعودية.